تحقيقات وتقارير

ذكرى استرداد طابا: يوم استعاد فيه الوطن كرامته

كتب-مريم مصطفى

 

يحتفل المصريون في 19 مارس من كل عام بذكرى استرداد طابا، ذلك اليوم الذي سطر فيه التاريخ فصلًا جديدًا من النضال الوطني والدبلوماسي لاستعادة كل شبر من أرض مصر،وجاءت هذه اللحظة كإعلان لانتصار الإرادة المصرية، حيث تمكنت الدولة من استعادة طابا بعد معركة قانونية استمرت لسنوات، تأكيدًا على أن السيادة لا تُنتزع بالقوة، بل تُستعاد بالحق.

 

بعد انتصار حرب أكتوبر 1973، بدأت مصر مفاوضات استرداد سيناء وفقًا لاتفاقية كامب ديفيد 1979، التي قضت بانسحاب إسرائيل من كامل الأراضي المصرية المحتلة، وبالفعل، تم استكمال الانسحاب في 25 أبريل 1982، لكن إسرائيل احتفظت بمنطقة طابا، مدعيةً أنها ليست جزءًا من سيناء المصرية.

 

ورفضت مصر هذا الادعاء، ولجأت إلى التحكيم الدولي عام 1986، حيث قدمت دلائل تاريخية وجغرافية تثبت ملكيتها لطابا، واستمرت المرافعات حتى صدر الحكم النهائي في 29 سبتمبر 1988 لصالح مصر، مؤكدًا أن طابا أرض مصرية بالكامل،وفي 19مارس 1989، تم تنفيذ الحكم ورفع العلم المصري على أرض طابا، ليكتمل بذلك تحرير سيناء بالكامل.

 

وتمثل هذه الذكرى درسًا في الوطنية، حيث أظهرت مصر قدرتها على الدفاع عن حقوقها المشروعة بكل الوسائل الممكنة، سواء بالقوة العسكرية أو عبر الدبلوماسية والقانون الدولي، كما تعكس أهمية الحفاظ على كل ذرة من تراب الوطن، مهما كانت التحديات.

 

تبقى ذكرى استرداد طابا رمزًا للانتصار المصري في المعارك القانونية والدبلوماسية، ودليلًا على أن الإرادة الوطنية لا تعرف المستحيل، ففي هذا اليوم، أثبتت مصر للعالم أن الحقوق تُنتزع بالحجة والبرهان، وأن الأرض لا تُنسى مهما طال الزمن.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى