فرح الديباني.. صوت مصري في قلب الثقافة الفرنسية

إعداد: مريم مصطفى
في مشهد يعكس قوة التأثير الثقافي والفني، تصدّرت المغنية الأوبرالية المصرية فرح الديباني عناوين الصحافة ومنصات التواصل الاجتماعي بعد ظهورها ضمن الوفد الرسمي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة إلى مصر، والتي استمرت ثلاثة أيام.
فرح الديباني.. صوت عالمي بجذور مصرية
فرح الديباني هي مغنية أوبرا مصرية تنتمي إلى فئة “الميزو-سوبرانو”، وُلدت في مدينة الإسكندرية، وبدأت رحلتها الفنية مبكرًا من خلال دراسة الغناء الأوبرالي في ألمانيا، حيث حصلت على درجة الماجستير من جامعة برلين للفنون، قبل أن تلتحق بـأكاديمية أوبرا باريس الوطنية، لتصبح أول مصرية تنضم إلى هذه المؤسسة العريقة.
نجاحات دولية وتكريمات متعددة
أبهرت فرح العالم بصوتها الفريد وقدرتها على الغناء بلغات متعددة، منها الفرنسية، الإيطالية، الألمانية، والعربية، ووقفت على أهم المسارح العالمية أمام قادة ورؤساء، أبرزهم ماكرون.
في 2022، اختارتها الرئاسة الفرنسية لأداء النشيد الوطني الفرنسي قبل انطلاق مباراة نهائي كأس العالم في قطر بين فرنسا والأرجنتين، وهي اللحظة التي حازت على اهتمام واسع بعدما قام ماكرون بتقبيل يدها أمام الجمهور.
كما كرمها الرئيس عبد الفتاح السيسي في منتدى شباب العالم عام 2021، وشاركت في الاحتفال الكبير بنقل المومياوات الملكية، مما رسخ مكانتها كرمز مصري يربط بين الفن والتاريخ.
وقد حصلت على وسام الفنون والآداب الفرنسي، إلى جانب عدة جوائز دولية، منها:
الجائزة الثالثة في مسابقة جوليو بيروتي الدولية للغناء (2013).
جائزة أفضل موهبة أوبرالية شابة من مجلة أوبرنفلت.
جائزة مهرجان كامروبر شلوس رانسبرج (2017).
رسالة ثقافية بين القاهرة وباريس
وعبّرت الديباني عن فخرها بتمثيل مصر في فرنسا، وسعادتها بأن تكون جسرًا لتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، موضحة أن عملها سواء باللغة العربية أو الفرنسية يساهم في تبادل الثقافات وكسر الحواجز.
وأشارت إلى أن هناك مشروعًا سينمائيًا ضخمًا تعمل عليه حاليًا، يتناول العلاقات المصرية الفرنسية عبر أكثر من 200 عام، كما كشفت عن تحضيرها لمشروعات غنائية جديدة تتعلق بأسطورة الغناء داليدا، وقالت إن الرئيس ماكرون ذكر للرئيس السيسي أنه يسعى لإعادة إحياء داليدا، وأنها قد غنّت أغانيها في إحدى الحفلات بحضور شقيق داليدا.
فرح الديباني ليست فقط فنانة موهوبة، بل أيضًا تمثل قوة مصر الناعمة، إذ أصبح صوتها أحد أدوات التأثير الثقافي الذي يعكس صورة مصر الحضارية أمام العالم.
في كلماتها على حسابها الشخصي، عبّرت قائلة:
“فخورة بأن أكون مرة أخرى جزءًا من الوفد الرسمي الفرنسي في هذه الرحلة التاريخية إلى مصر… ممتنة لتمكني من المساهمة في تعزيز الروابط بين البلدين، اللذين يتحدان كحليفين استراتيجيين”.
فرح الديباني، بذلك، تُجسد حكاية مصرية ملهمة، حيث يلتقي الفن بالإرادة، والموهبة بالرسالة، لتؤكد أن الإبداع الحقيقي لا يعرف حدودًا.