ضحايا على كل الجبهات.. الوجه القبيح لمستريح بلبيس الذي باع الوهم للمريض والطالب والمهاجر”

بقلم: علياء الهواري
في مشهد مؤلم يتكرر كل يوم، تظهر قصة جديدة تكشف عن استغلال الضعفاء والاتجار بآلامهم. بطل القصة هذه المرة هو ممدوح سعيد محمد نصر عسكر، المعروف بـ”ممدوح عسكر”، من قرية كفر السلاوي – مركز بلبيس – محافظة الشرقية، الذي تحول إلى رمز جديد للنصب تحت عباءة الوعود الكاذبة والخداع المنظم.
بدأت خيوط الجريمة بالظهور بعد تقدم سيدة مريضة بأورام في المخ ببلاغ رسمي تتهم فيه “عسكر” بالاحتيال عليها والاستيلاء على أكثر من 750 ألف جنيه، بعد أن أقنعها بقدرته على مساعدتها في العلاج أو استثمار المبلغ في مشاريع مضمونة. لكن هذه الحادثة لم تكن سوى رأس جبل الجليد.
قائمة ضحايا لا تنتهي
وفقًا لشهادات عدد من الضحايا، فإن “عسكر” امتهن النصب والاحتيال في عدة مجالات، أبرزها:
الترويج لسفر غير شرعي إلى أوروبا، خاصة إيطاليا، مقابل مبالغ طائلة.
وعود زائفة بالتوظيف في وزارات حكومية مثل الأوقاف والأزهر.
استغلال حلم الشباب في دخول الكليات العسكرية والشرطية بادعاء وجود علاقات “مهمة”.
إصدار شهادات طبية مزوّرة لإعفاء شباب من التجنيد.
ممارسة غسيل الأموال وتجارة المخدرات ضمن أنشطة مشبوهة.
التزوير في بيع أراضٍ مملوكة للدولة، مستغلًا الثغرات القانونية.
توظيف واجهته الرياضية والاجتماعية كغطاء لنشاطاته الإجرامية.
المثير للقلق أن الضحايا لم يكونوا محصورين في الشرقية فقط، بل تنوّعت المحافظات التي تأثر أبناؤها بعمليات الاحتيال تلك، مما يُظهر مدى اتساع دائرة التأثير وخطورة هذا الشخص.
مطالب بالعدالة.. قبل سقوط المزيد
تحرّك المتضررون بالفعل نحو الجهات القانونية، وتقدموا بشكاوى موثقة ضد المتهم، مع مطالبات شعبية من أهالي بلبيس والمحافظات الأخرى بسرعة توقيفه والتحقيق العاجل معه في كافة الوقائع المتورط بها.
قصة “ممدوح عسكر” ليست فقط حكاية نصب، بل ناقوس خطر يدق أمام تكرار ظاهرة “المستريح” في مختلف المناطق. ففي مجتمع يعاني من أزمات اقتصادية وثغرات قانونية، يزدهر أمثال هؤلاء، ما لم تكن هناك وقفة حاسمة من الدولة والمجتمع.
العدالة ليست فقط في العقوبة، بل في الوقاية ومنع تكرار المشهد.
هل تتحرك الجهات المختصة قبل أن يسقط ضحية جديدة؟