
حوار أحمد سالم
نغم صالح، صوت جديد وجريء في سماء الموسيقى العربية، تجمع بين عمق التراث وروح الحداثة في تجربة فنية استثنائية، ولدت في عائلة فنية عريقة، حيث استمدت من جذورها الموسيقية الثقافية التي شكلت هويتها الفنية الفريدة. بدأت مشوارها بالغناء الفولكلوري مستوحاة من أساطير الغناء العربي مثل الشيخ إمام وسيد درويش، قبل أن تشرع في رحلة ابتكار صوتها الخاص عبر مشروع “الأورينتال راب”، مزيج جريء يمزج بين الراب والطرب والإيقاعات الشرقية المعاصرة، نغم لا تقدم فقط موسيقى، بل تعبر عن موقف وثقافة، محافظة على أصالة الفن بينما تفتح أبوابًا جديدة في المشهد الموسيقي، مؤمنة بأن الفن رسالة تخلق جسورًا بين الماضي والحاضر، وتلهم الأجيال القادمة.
في البداية، نحب نعرف الجمهور بنغم صالح، ممكن تكلمينها عن بدايتك في عالم الغناء؟
أنا اتربيت في عائلة فنية هي اللي ساهمت في نشأتي وتكوين ثقافتي الفنية، أختي مريم صالح من أهم الناس اللي غيرت شكل الموسيقى، ومامتي أعظم صوت ممكن سمعته في حياتي، وخالتي أستاذ دكتور في الغناء العربي وعزف العود، وخالي مؤلف وكاتب أغانٍ، تكوين العائلة الفنية دي هو اللي أثر في ثقافتي واختياري للطريق، بدأت أغني فولكلور بديرة السيد والشيخ إمام وسيد درويش، وبعدها عملت مشروع خاص بيا مع الملحن أيمن حلمي، مشروع فولكلور على مستوى الألحان مع كلمات عصرية لمصطفى إبراهيم وخليل عز الدين ومنتصر حجازي، بعدها انضممت لشركة فري ميوزك واتجهت للكوميرشال وأصدرت أغاني وفيديوهات مع ملحنين ومؤلفين مهمين زي أمير عظيمة ومحمد يحيى وعزيز الشافعي ومصطفى شكري، وبعدها قررت أغير شكل غنائي والموسيقى اللي بعملها، واشتركت مع خالد برجونا المنتج وصاحب شركة B62 في أنه يكون فريق كبير من الـ music producers اللي نقدر نطلع من خلال تعاوننا سوا موسيقى مختلفة وتدعم شكل الموسيقى اللي قررت أروح له.
نغم صالح.. اسم بدأ يخلق لنفسه هوية خارج الصندوق، إيه اللي خلاكي تختاري طريق صعب زي “الأورينتال راب”؟
حسيت إني محتاجة أعمل حاجة شبهي وشبه سني وصوتي وفي نفس الوقت شبه ثقافتي وثقافة بلدي، وساعدني في ده جداً على مستوى الصورة والصوت خالد برجونا بأنه جمع فريق كبير يقدروا يوصلوا معايا الشكل اللي وصلناه دلوقتي من شكل اسمي ولوجو الأغنية والألوان والديكور شبه الشكل الجديد الموسيقى اللي اشتغلنا عليه وساعدنا في ده جداً، أحمد فتحي قدر يطلع صورة مختلفة وشبه كل حاجة في الألبوم، وكمان الـ music producers ليهم عامل كبير في تكوين شكل الألبوم زي: سولي وخليل وشندي ومهيمن وإبراكسوفيا وتاكي وراشد وجلبة، والحمد لله الشكل الجديد اللي وصلناه لقى إعجاب ناس كتير وقدرنا نوصل إحنا بنعمل إيه.
الموسيقى مش بس صوت هي موقف، إيه الموقف اللي بتحاولي توصليه من خلال لونك الخاص؟
بحاول أوصل روحي وثقافتي وإننا نقدر نغير الـ waves طول ما إحنا مؤمنين بالحاجة وبنطلعها من جوانا.
في زمن السرعة والسوشيال ميديا، هل لسه في مكان للأغنية اللي فيها “روح” و”قضية”؟ ولا الناس بقت بتدور على الترند بس؟
أي حاجة بتطلع من القلب بتوصل بسرعة، وأي حاجة ليها أصل وجذور بتعيش، أنا لا أؤمن بالتريند، أنا بشوف إن اللعبة الحلوة هي اللي بتعيش.
نغم بتقدّم فن جريء ومزيج غير متوقع، إزاي بتوازني بين كونك “أنثى فنانة” و”صوت جريء” في مشهد غالبًا بيُحاصر المرأة في أدوار معينة؟
أنا مش بشوف أبداً إن المرأة في حاجة بتحاصرها، اللي بتحب حاجة وبتعرف تديرها كويس بتوصل، بالنسبالي أهم حاجة إننا منبصش على حاجة غير نفسنا دي أكتر حاجة ممكن تآمر أو تخلينا نسلك طريقنا بكل سهولة.
هل بتشوفي إن “الأورينتال راب” بيخلق مساحة جديدة للمرأة تتكلم بصوتها، بلغتها، ومن منظورها؟
الفن عموماً بيعبر عن أي حاجة وكل حاجة، وأي نوع من الموسيقى تقدر تتكلم من خلاله.
لو قلنا إن الفن مرآة، نغم شايفة إيه في المراية وهل شايفة جمهورك بيشوف نفس الصورة اللي بتشوفيها؟
الصدق، والناس مش كلها بتشوف من نفس المنظور أو في نفس الوقت، عشان كده أنا بحاول أوصل فني بأكثر من طريقة.
هل “الأورينتال راب” مشروع فني ولا مشروع ثقافي وهل بتخططي إنه يتحول لموجة أو مدرسة لها تلاميذ؟
فني وثقافي الاتنين مينفعوش من غير بعض، أي نوع من أنواع الموسيقى ينفع يبقى فيها تلاميذ ومدارس، أهم حاجة منكبرش على التعليم والتطوير.
عندك فرصة تغني على مسرح عالمي قدام جمهور متنوع الهويات.. إيه الأغنية اللي هتفتحي بيها وليه؟
طوفان و مامّا، لأن الاتنين بيعبروا عن هويتي وثقافة بلدي.
بعد النجاح، إيه اللي يخوف نغم وإيه الحلم اللي لسه صاحي في دماغك كل ليلة؟
أكتر حاجة بتخوفني إني مقدرش أعمل موسيقى، حلمي إني ألف بموسيقاي وصوتي للعالم.
إيه العناصر اللي بتميز “الأورينتال راب” عن باقي الأنواع، وإزاي بتوازن بين الطرب والراب والإيقاعات الشعبية؟
إني بقدر أحط شكل صوت أو لحن شرقي على موسيقى غربي مختلفة تماماً بفلو مختلف، الإحساس هو ما يقودني وموازنة الموسيقى والغناء والإيقاعات المختلفة، وأهم حاجة تخدم النتيجة المطلوبة.
هل واجهتي تحديات في تقبّل الناس لهذا اللون الجديد؟ وإزاي كان رد فعل الجمهور في البداية؟
أكيد واجهت وده حق الجمهور لأنهم سمعوا موسيقى مختلفة وستايل مختلف في وقت كل الناس فيه شبه بعض، بس بعد كده استوعبوا اللي بحاول أقدمه ودعموه جداً، وأنا عمري ما اتضايقت من النقد وآراء الناس.
الهوية الفنية والتأثيرات – مين الفنانين اللي ألهموك سواء من جيل زمان أو من المعاصرين؟
بدرية السيد، سميرة سعيد، أديب الدايخ، والشيخ إمام.
هل في مدارس فنية معينة أو ثقافات موسيقية أثّرت على تكوينك الفني أو على فكرة “الأورينتال راب”؟
سماعي لأغاني من ثقافات مختلفة خليتني أفتح وداني لأنواع موسيقى وأصوات مختلفة عني.
بتغني راب وطرب في نفس الوقت، فهل بتكتبي كلامك بنفسك ولو لأ، إزاي بتختاري الكلمات؟
بأشارك في كتابة أغانٍ، وأحمد رجب من أكتر الناس اللي كلامه بيعبر عن اللي أنا بعمله، وهو اللي كتب “طوفان” وشارك في كتابة “دنيا دايرة” وليه أغنيتين كمان في الألبوم.
هل بتحاولي توصلّي رسائل معينة في أغانيك، سواء اجتماعية أو إنسانية؟
لا، ما بحاولش أوصل غير اللي أنا حاسة بيه وقت ما بشتغل على الأغنية إحساسي هو اللي بيقودني في الفن طول الوقت.
هل في أعمال قريبة نقدر نتوقعها؟ ممكن تدي الجمهور لمحة عن الجديد اللي بتحضري له؟
أغنية “مامّا” ميكس بين الزار المصري والراب نازلة يوم 30 إن شاء الله، وحفلة يوم 31 في جزويت القاهرة.
رسالة أخيرة تحبي توجهيها لجمهورك ومحبين “الأورينتال راب”؟
شكراً على دعمكم وحبكم للي بقدمه.