
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في مساء صيفي هادئ من أغسطس 1999، في بلدة سنترفيل بولاية إلينوي، كانت عائلة ستوارت تستعد لعشاء بسيط. الأب، ديفيد، كان يعمل فني كهرباء، والأم لورا معلمة في مدرسة ابتدائية، وطفلاهما – إيما ذات العشر سنوات، ولوكاس ذو السبع – يلعبان في غرفة المعيشة.
المنزل كان صغيرًا، لكنه مليء بالحياة. لم يكن أحد يتخيل أن هذا المساء سيتحول إلى مأساة تُروى في عناوين الصحف.
الجيران سمعوا أصوات طلقات نارية. في البداية ظنوا أنها ألعاب نارية، لكن الصراخ الذي أعقبها كان مزلزلًا. عندما وصلت الشرطة، كان المشهد كابوسيًّا: ديفيد ملقى في المطبخ، لورا عند عتبة غرفة النوم، والطفلان في أحضان بعضهما على الأريكة. جميعهم قتلى.
التحقيقات كشفت أن المسدس المستخدم يعود لديفيد. لكن لا أحد صدق أنه ارتكب جريمة بهذه البشاعة. صديقه المقرّب قال إن ديفيد أخبره قبل أيام أن لورا تنوي الطلاق وأخذ الأطفال. كان محطمًا.
تم تصنيف القضية كجريمة قتل وانتحار، لكن الغموض لم يختفِ. الجيران أصروا أن ديفيد لم يكن عنيفًا. لورا كانت تخفي شيئًا؟ هل هناك طرف ثالث؟ لم يجدوا دليلًا. لكن الرسالة التي وُجدت على طاولة المطبخ، كتبها ديفيد بخطٍ مهتز: “سامحوني… كنت أضيع”.
وهكذا، دخلت سنترفيل في حالة حداد لم تخرج منها لسنوات، وبقي المنزل خاليًا… يشهد على صمتٍ لا يُطاق.