منوعات
أخر الأخبار

جريمة مقتل ديبورا ميلر – “في قلب المدينة”

كتبت / رنيم علاء نور الدين 

في الأيام الأخيرة من عام 1999، كانت مدينة شيكاغو تغرق في أجواء شتوية قاسية، والثلوج تكسو الأرصفة بصمت رمادي. ديبورا ميلر، امرأة في الأربعينات من عمرها، كانت تسير يوميًا من مقر عملها في شركة تأمين إلى شقتها الصغيرة في حي ساوث سايد. لم تكن حياتها صاخبة، بل عادية جدًا، روتينية، لكنها كانت تملك عادة واحدة لم تكن تتخلى عنها أبدًا: شراء كوب قهوة من المقهى الصغير عند ناصية الشارع.

في مساء 29 ديسمبر، لم تصل ديبورا إلى منزلها. جيرانها انتبهوا لأن نور الشقة لم يُضأ، ولم يُسمع صوتها المعتاد وهي تتحدث إلى قطتها. بعد 24 ساعة، أُبلغت الشرطة.

عُثر على جثتها في زقاق خلف المقهى الذي اعتادت زيارته. آثار العنف كانت واضحة: ضرب مبرح على الرأس، خدوش على الذراعين، ومحاولة فاشلة لخنقها بحبل. حقيبتها لم تكن مسروقة، وأموالها لا تزال معها. بدا أن القتل لم يكن بدافع السرقة، بل شيء شخصي، عنيف، حاقد.

من خلال الكاميرات، تم تحديد آخر شخص تحدث معها: عامل توصيل جديد في المقهى يُدعى ريكاردو فليمنغ، شاب في العشرينات، له سجل نفسي غير مستقر. تم القبض عليه بعد أيام، ووجدت الشرطة في شقته دفترًا مليئًا بكتابات مضطربة تتحدث عن “امرأة تراقبه كل مساء”، و”صوتها الذي يخترق رأسه”.

ريكاردو لم ينكر، قال ببساطة: “كنت أراها في كل مكان. لم أعد أتحمل وجودها في رأسي”.

في المحاكمة، وُصف بأنه مريض عقليًا، لكن المحكمة رفضت التماس الدفاع بالجنون، واعتمدت على الوقائع. أُدين بالقتل من الدرجة الأولى، ونُقل إلى سجن مشدد الحراسة.

ديبورا، التي لم تكن تعرف أنها محور عالم شخص آخر، رحلت بصمت كما عاشت. لكن قصتها، التي بدأت بكوب قهوة في شارع مزدحم، انتهت بجريمة تقشعر لها الأبدان… في قلب المدينة.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى