
كتبت/ فاطمة محمد
نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن إسرائيل تلقت رسميًا رد حركة حماس من خلال “الإخوة الوسطاء”، على مقترح الهدنة، وتدرس تفاصيله بدقة واصفة إياه بأنه “اتسم بالإيجابية”
وفي المقابل، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي دعمها لقرار حماس لكنها طالبت بتوفير “ضمانات” لتحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وبحسب القناة، يتوقع أن يغادر وفد إسرائيلي قريبًا للدوحة لبدء جولة مفاوضات غير مباشرة مع حماس حول شروط الاتفاق، وسط ترجيحات بألا تتجاوز المحادثات يومًا ونصف اليوم.
ما تزال حماس متمسكة بثلاثة مطالب رئيسية لتعديل الاتفاق:
1. العودة إلى آلية توزيع المساعدات الإنسانية السابقة، التي تراها إسرائيل تتيح لحماس استعادة السيطرة على دخول البضائع إلى غزة.
2. تمديد وقف إطلاق النار بعد انقضاء فترة الستين يومًا، إذ ترفض حماس العودة للقتال حتى دون اتفاق نهائي، على عكس الموقف الإسرائيلي.
3. انسحاب إسرائيلي واضح من القطاع، حيث تطالب حماس بخريطة انسحاب دقيقة وملموسة.
من جانبها، ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن أبرز تعقيد يواجه المفاوضات يتمثل في خريطة انسحاب الجيش، إذ تطالب حماس بانسحاب كامل، بينما تسعى إسرائيل لإبقاء السيطرة على “محور موراغ” والمناطق الواقعة جنوبه.
في المقابل، شددت حماس في بيان أمس على أنها جاهزة “بجدية للدخول فورًا بمفاوضات تنفيذية”، مشيرة إلى أنها أنهت مشاوراتها مع القادة الفلسطينين وقدّمت الرد بناءً على ذلك.
كما قدمت حركة الجهاد الإسلامي دعمها للتوجه نحو المفاوضات لكنها اشترطت “ضمانات دولية إضافية” لمنع استئناف العدوان الإسرائيلي بعد تنفيذ بنود صفقة الأسرى، مشيرة إلى أنها ناقشت آلية التنفيذ مع حماس وقدّمت ملاحظاتها التفصيلية.
على الصعيد الآخر، كشفت وسائل إعلام عن توتر شديد داخل المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، حيث شهد اجتماع الخميس مشادات وصراخ بين نتنياهو ورئيس الأركان إيال زامير، بسبب تباين الآراء بشأن الخطوات المقبلة إذا فشلت المفاوضات.
وأفادت القناة 13 أن زامير أبلغ نتنياهو صراحةً بأن الجيش لا يستطيع السيطرة على مليوني فلسطيني في غزة، فيما ردّ نتنياهو بانفعال إن “حصار غزة فعّال، واحتلال القطاع بالكامل يعرّض الجميع للخطر”.
في تطور لافت، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر أن نتنياهو قد يعلن الاتفاق المحتمل مع ترامب خلال لقائهما المرتقب في واشنطن الإثنين المقبل، في مشهد يبدو مُعدًا بعناية لتحقيق مكاسب سياسية للطرفين.
وأضافت الصحيفة أن رئيس الأركان ورئيس جهاز “الشاباك” يدعمان التوصل إلى “اتفاق جزئي”، في وقت عبّر فيه السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي عن دعم واشنطن الكامل لموقف تل أبيب، مؤكدًا أن “لا مستقبل لحماس”، وأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين أولوية قصوى للرئيس ترامب.
ضغط متزايد من عائلات الأسرى في السياق ذاته، ناشدت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين الرئيس الأميركي استخدام نفوذه لتسريع إبرام الاتفاق، مؤكدة أن “تحرير جميع المختطفين الـ50 أولوية قصوى”، كما وجهت رسالة مباشرة إلى نتنياهو قالت فيها “الآن وقت الأفعال لا الأقوال”.
تجدر الإشارة إلى أن حركة حماس شددت مرارًا على أنها جاهزة لإطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، شارطة وقف العدوان وانسحاب جيش الاحتلال، فيما تتهم نتنياهو بعرقلة الصفقة عبر فرض شروط “تعجيزية” تسمح له باستئناف الحرب لاحقًا.