تحقيقات وتقارير
أخر الأخبار

خبير أمن قومي: “شرايين المقاومة الغزاوية مصرية”

 

أعرب المستشار الدكتور طارق منصور خبير استراتيجيات الحرب والأمن القومي عن قناعته بأن المقاومة الفلسطينية في غزة ما كان لها أن تصمد كل هذه الفترة الطويلة دون دعم الشقيقة الكبرى مصر، الأمر الذي أطال أمد صمود غزة، ورفع تكلفة الحرب على الكيان المحتل سياسيًا وعسكريًا.

وأكد منصور أن الواقع على الأرض يفضح ما لا يقوله الكلام، ولا يمكن لأي مراقب أن يغفل أن شريط الحدود بين مصر وقطاع غزة ليس مجرد خط جغرافي، بل هو شريان حياة للمقاومة. فـعبر أنفاق مدفونة في عمق الأرض، أو طرق بديلة أشبه بالشرايين السرية، تمر مواد لا يراها الإعلام، لكنها تغيّر موازين القوة في ميادين المواجهة.

وأضاف منصور: “في زمن الخيانة والانبطاح، وفي وقت انكشفت فيه عواصم كانت تدّعي دعم فلسطين فإذا بها تبيعها في أسواق التطبيع، كانت مصر تتحرك في الخفاء بصمت، لا بالشعارات، بل بالأفعال؛ تمد يدها إلى غزة فتمنحها القوة على الصمود، وتغذي قلبها بنبض لا ينطفئ.”

 

وأوضح أن في عمق الصحراء الشرقية، في قلب سيناء، وعبر معابرها، وفي غرف عمليات لا تصل إليها كاميرات الإعلام، تدار عمليات معقدة لتأمين احتياجات غزة، حيث تتحرك قوافل لا يراها إلا من كتب عليه أن يحمل سرها ويموت به. هذه القوافل تحمل الأمل والعتاد، وتشـق طريقها رغم أنياب الحصار.

 

وأشار منصور إلى أن هذا الدور الخفي ليس ترفًا سياسيًا، بل عقيدة أمن قومي، فمصر تدرك أن بقاء المقاومة قوية هو الضمانة الأولى لعدم انتقال النيران إلى أبوابها. فسقوط غزة ليس مجرد سقوط مدينة، بل سقوط بوابة مصر الشرقية، وانكسار المقاومة تمهيد لاجتياح النفوذ الصهيوني حتى شواطئ العريش، وأن كل رصاصة تنطلق من أزقة غزة هي رصاصة تدافع عن جدار مصر الأخير. وهذا ما يجعل دعم القاهرة للمقاومة ليس مجرد تضامن، بل ضرورة استراتيجية.

 

وبيّن المستشار أن منذ اندلاع حرب غزة الأخيرة، انشغلت وسائل الإعلام العالمية بالحديث عن الصواريخ، والطائرات المسيرة، وأصوات الانفجارات، لكن خلف هذا المشهد الناري، كانت هناك قوة هادئة تتحرك في الظل، ترسم خطوط الإمداد، وتفتح أبواب الدعم بعيدًا عن الأضواء: مصر. قد لا تُرفع الرايات في العلن، وقد لا تصدر البيانات الرسمية المدوية، لكن ما نشهده من أحداث يشير إلى أن القاهرة لم تكن يومًا مجرد وسيط تفاوضي بارد، بل لاعب محوري يمتلك مفاتيح التأثير على ميزان المعركة.

واختتم المستشار الدكتور طارق منصور تصريحه قائلاً: “ستظل القاهرة، ما بقيت فلسطين، تلك اليد التي لا تراها إسرائيل، لكنها تشعر بضربتها في كل نفق وكل كمين. اليوم، وبينما تحترق الأرض تحت أقدام جنود الاحتلال ويرتجف قادته من هجمات لا تتوقف، تبقى القاهرة صامتة في العلن، لكنها فاعلة في الخفاء. وربما سيسجل التاريخ لاحقًا أن كثيرًا من لحظات الصمود في شوارع غزة ودهاليز أنفاقها، كُتبت على بُعد مئات الكيلومترات، في غرف مغلقة داخل مصر، بحبر مصري، ودُفع ثمنه من دماء أبنائها وعرق رجال لم يظهروا على الشاشات، لكنهم صنعوا التاريخ. وأكدوا أن القدس ليست للبيع، وأن فلسطين أمانة، ومن خانها مات ميتة العار.”

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى