
كتبت مريم مصطفى
شهدت مدينة الإسكندرية صباح اليوم الخميس، حدثًا أثريًا بارزًا، حيث بدأت وزارة السياحة والآثار في استخراج عدد من القطع الأثرية الغارقة بمياه ميناء أبوقير البحري، وسط حضور رسمي بارز واهتمام إعلامي واسع.
وأعلنت الوزارة أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة شاملة لحماية التراث المغمور بالمياه وإعادة إحياء تاريخ الإسكندرية البحري الذي طالما ارتبط بالحضارة المصرية القديمة والحضارة الهلنستية.
وقد تمت عملية الانتشال بحضور الدكتور شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والفريق أحمد خالد حسن، محافظ الإسكندرية، إلى جانب اللواء بحري أركان حرب محمود عادل فوزي، رئيس أركان القوات البحرية، واللواء أركان حرب ياسر عبدالمعز الخطيب، قائد المنطقة الشمالية العسكرية، بالإضافة إلى الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وعدد من السفراء والقناصل الأجانب.
وأكد وزير السياحة والآثار، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد على هامش الحدث، أن انتشال هذه القطع الأثرية يعكس الجهود المستمرة للحكومة المصرية في الحفاظ على كنوزها الأثرية المغمورة بالمياه، مشيرًا إلى أن هذه الاكتشافات ستسهم في تعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية، خصوصًا سياحة الآثار الغارقة، التي تجذب اهتمامًا متزايدًا من السائحين والباحثين على حد سواء.
وكان الوزير قد افتتح مساء أمس الأربعاء معرضًا مؤقتًا خاصًا بالآثار الغارقة في متحف الإسكندرية القومي، حيث ضم المعرض مجموعة من القطع المغمورة التي تم استخراجها في أوقات سابقة، وشهد حضور عدد من الشخصيات الأجنبية البارزة من دول مثل اليونان وإيطاليا والصين، إلى جانب ممثلي البعثات الأثرية العاملة في مصر.
كما أشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى أن العمل لا يزال مستمرًا في مناطق مختلفة من سواحل الإسكندرية، خاصة في خليج أبوقير، حيث يُعتقد أن تلك المنطقة ما زالت تخفي العديد من الكنوز الأثرية التي تعود لعصور تاريخية مختلفة.
ويأتي هذا النشاط في إطار استراتيجية الدولة لدعم الأنشطة الأثرية والثقافية وربطها بالسياحة المستدامة، من خلال استثمار المواقع الأثرية المغمورة كمزارات سياحية مميزة تعكس ثراء مصر الحضاري وتاريخها الممتد عبر العصور.