مع بداية العشر الأواخر.. اغتنم الفرصة وابدأ رحلتك مع صلاة التهجد

كتبت نور يوسف
مع دخول العشر الأواخر من رمضان، تتجه أنظار المسلمين إلى صلاة التهجد، باعتبارها من أعظم النوافل التي يتقرب بها العبد إلى الله، حيث يبدأ وقتها بعد صلاة العشاء ويمتد حتى قبل الفجر، ويُعد الثلث الأخير من الليل أفضل الأوقات لأدائها، كما ورد في القرآن الكريم.
يخلط البعض بين التهجد وقيام الليل، لكن الفرق الأساسي أن التهجد يكون بعد نوم ولو لفترة قصيرة، ثم الاستيقاظ للصلاة فقط، أما قيام الليل فيشمل الصلاة، والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن في أي وقت من الليل. وقد ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزية رضي الله عنه أنه قال:
“يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما التهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.”
صلاة التهجد ليس لها عدد محدد من الركعات، لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها إحدى عشرة ركعة، ويمكن للمسلم أن يزيد أو يقلل حسب استطاعته، فهي من النوافل التي تؤدى ركعتين ركعتين، ويختمها بركعة وتر، كما يجوز الوتر بثلاث أو خمس ركعات.
لأداء صلاة التهجد، يُستحب أن ينام المسلم ولو قليلًا، ثم يستيقظ ليصلي ركعتين خفيفتين، ثم يُكمل صلاته ركعتين ركعتين كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويختمها بصلاة الوتر. كما يُستحب الجهر بالقراءة حتى لا يغلبه النعاس، ولكن لا بأس أيضًا بالصلاة سرًا.
صلاة التهجد سُنّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أمره الله في سورة المزمل بقيام الليل، كما ورد في الحديث الشريف:
“أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه.”
ومع حلول العشر الأواخر من رمضان، يحرص المسلمون على اغتنام هذه الليالي المباركة، حيث تتنزل فيها ليلة القدر، وهي خير من ألف شهر، فيكون قيام الليل وصلاة التهجد فيها سببًا لنيل عظيم الأجر والمغفرة.