٤٠٠ يوم من الأسر.. وهدايا تذكارية تُذهل العالم حماس تُعيد كتابة قواعد المواجهة الإعلامية

كتبت نور يوسف
في مشهد أثار موجة من الجدل والإعجاب على منصات التواصل الاجتماعي، قدمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هدايا تذكارية للأسيرات الإسرائيليات الثلاث اللواتي أُفرج عنهن يوم الأحد ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. واعتبر مراقبون هذه الخطوة جزءًا من إستراتيجية إعلامية ذكية تعكس قدرة المقاومة الفلسطينية على توظيف التفاصيل الصغيرة لصالحها في معركة الوعي.
الهدايا تضمنت خريطة لقطاع غزة، صورًا للأسيرات أثناء فترة الأسر، وشهادات تقدير، مما اعتبره البعض رسالة تحمل أبعادًا متعددة تجمع بين البعد الإنساني والإعلامي. وأشار مدونون إلى أن كتائب عز الدين القسام حرصت على إبراز تنظيمها ودقتها من خلال إصدار بطاقات الإفراج وتوقيع ممثلي الصليب الأحمر الدولي وممثلي المقاومة على نماذج تسليم رسمية.
مشهد تقديم الهدايا لم يمر مرور الكرام، حيث أشاد مغردون بذكاء المقاومة في استغلال كل لحظة منذ معركة “طوفان الأقصى” في ٧ أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي وحتى اليوم. وأوضح أحد المغردين: “٤٠٠ يوم من الأسر وفوقها هدية… حماس تسطر تاريخًا جديدًا”. فيما رأى آخرون أن هذه الخطوة برهنت على التفوق الأخلاقي للمقاومة الفلسطينية في مواجهة عدو لا يرحم الصغير ولا الكبير.
وصف البعض المشهد بالأسطوري، خاصة مع ابتسامة الأسيرات أثناء تسلمهن شهادات التقدير، معتبرين أن الفيديو الذي وثّق هذه اللحظة كان بمثابة مثال على التفكير خارج الصندوق. وأكد مغردون أن هذه الحركة نجحت في جذب اهتمام وسائل الإعلام العربية والعالمية، مضيفين: “هكذا يُخبر الفلسطيني العالم كيف يعامل أسراه”.
رأى مراقبون أن هذا التصرف يعكس تطورًا في الإستراتيجية الإعلامية للمقاومة الفلسطينية، إذ ركزت على الجوانب الإنسانية والتنظيمية، لتبرهن للعالم أن الفلسطيني، رغم الجراح، يتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية حتى في الحروب، بينما يواجه عدوًا انتهك كل المواثيق الإنسانية.
أجمعت التعليقات على أن هذه الخطوة تحمل رسائل متعددة للعالم، تجمع بين البعد الإنساني والتفوق الأخلاقي والتنظيمي، مما يبرز تطور المقاومة في حربها الإعلامية، ويؤكد قدرتها على التأثير في الرأي العام محليًا ودوليًا.