بناء إعلام دولي يعبر عن صوت العالم الإسلامي في الغرب

كتبت سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية د. أحلام أبو السعود
في ظل التحديات العالمية التي تواجه المجتمعات الإسلامية، تبرز الحاجة الملحّة لبناء إعلام دولي قوي يعكس القيم الإسلامية، ويصحّح الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين في الغرب. هذه المبادرة ليست مجرد مشروع إعلامي، بل هي ضرورة حضارية تهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
الرؤية والأهداف
يسعى الإعلام الإسلامي الدولي إلى تحقيق أهداف سامية، أهمها:
تصحيح الصورة النمطية: تقديم صورة واقعية ومتوازنة عن الإسلام.
تعزيز الحوار الحضاري: بناء جسور التفاهم بين العالم الإسلامي والغرب.
مواجهة الإسلاموفوبيا: الرد على حملات التشويه بحرفية إعلامية.
إبراز الإنجازات: تسليط الضوء على إسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية.
خطة العمل لبناء إعلام دولي قوي
لتحقيق هذه الأهداف، ينبغي الاعتماد على استراتيجية مدروسة تشمل:
1. إطلاق قنوات إعلامية متعددة اللغات:
قنوات فضائية ومنصات رقمية تستهدف الجمهور الغربي بمحتوى جذاب يعكس قيم التسامح والاعتدال.
2. الاستثمار في الإعلام الرقمي:
تسخير وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى الأجيال الشابة، مع إنتاج محتوى إبداعي يتماشى مع اهتماماتهم.
3. إقامة شراكات إعلامية عالمية:
التعاون مع وسائل إعلام غربية مرموقة لنشر وجهات النظر الإسلامية بموضوعية واحترافية.
4. إطلاق حملات توعوية دولية:
حملات تركز على قضايا مثل التسامح، التعايش، ومكافحة التمييز الديني، باستخدام أساليب مبتكرة ولغات متعددة.
5. تأهيل كوادر إعلامية محترفة:
إعداد جيل من الإعلاميين المسلمين القادرين على التواصل مع الجمهور الغربي بلغة العصر وباحترافية عالية.
التحديات وكيفية تجاوزها
رغم الفرص، هناك تحديات مثل ضعف التمويل، قلة الكوادر المؤهلة، والتضييق الإعلامي. وللتغلب عليها:
إنشاء صناديق دعم إعلامية: تعتمد على تبرعات الدول والمؤسسات الإسلامية.
توفير برامج تدريبية للإعلاميين: بالتعاون مع مؤسسات إعلامية دولية.
التركيز على الإعلام الرقمي: باعتباره وسيلة أقل تكلفة وأكثر تأثيرًا.
النتائج المتوقعة
تحسين صورة الإسلام والمسلمين في الغرب.
تعزيز التفاهم الثقافي والحوار الحضاري.
مواجهة الإسلاموفوبيا بطرق علمية وفعّالة.
دعم الجاليات المسلمة في الحفاظ على هويتها.
وأخيرا……
الإعلام هو القوة الناعمة التي يمكنها أن تغيّر المفاهيم وتبني جسور التفاهم بين الأمم. اليوم، يقع على عاتق العالم الإسلامي مسؤولية استثمار هذه القوة لبناء صورة إيجابية تُظهر قيمه الإنسانية ودوره الحضاري في بناء عالم أكثر سلامًا وتفاهمًا.
مسؤول إدارة كوشان بلدي
أحلام أبو السعود