آية دغنوج لـ ‘المصور’: التراث التونسي كنز لا يفنى.. وأحلم بتقديم الأغنية العربية بألوان جديدة”

حوار أحمد سالم
منذ نعومة أظفارها، عشقت آية دغنوج الموسيقى، وانغمست في عالمها الساحر، لتصبح اليوم واحدة من أبرز الأصوات التونسية الشابة التي تسعى إلى إحياء التراث الموسيقي الأصيل وتقديمه في قالب عصري.
شاركت آية في العديد من المسابقات والمهرجانات الموسيقية، وحصدت العديد من الجوائز والتكريمات بعد مشاركتها في برنامج “ذا فويس”، أطلقت آية مجموعة من الأغاني المنفردة، التي حققت نجاحًا كبيرًا، مثل أغنية “يا روحي”، وأغنية “أحبك”، كما شاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات الموسيقية في تونس وخارجها.
بصوتها الدافئ وإحساسها المرهف، استطاعت آية أن تخطف قلوب الجمهور العربي، وأن تثبت موهبتها الفذة في مختلف المحافل الفنية.
وكان لموقع المصور حوار خاص مع المطربة التونسية آيه دغنوج :
ما الذي يميز التراث الغنائي التونسي عن باقي الأنماط الموسيقية العربية؟
التراث التونسي بمختلف ألوانه ومختلف بكل تفاصيله، التراث الغنائي التونسي كل جهة عندها خصوصية، تضاريس المنطقة ومناخ بالجنوب الصحراء والطقس الحار وجفاف المنطقة يعطي طابع الخشوني الرجالي أكثر، فالشمال الغربي القريب من الجزائر تضاريس جبال وخضراء وغابات يكون الموروث الغنائي بأصوات نسائية أكثر ويكون أكثر فيه الغزل وقصص الحب المتوارثة بين العائلات، الموروث الغنائي خاص بكل الجهات من مراحل التمكن الكبير قبل الغناء، أنا أقول إن ممكن تغنى أساليب الغناء البسيطة ممكن يكون مش بحرفية عالية لكن الحقيقة تتمكن من الأغنية والموروث الثقافي العربي مثل المصري الصعيدي، والموروث الخليجي، والعراق، وموريتانيا، وغيرهم من الدول إنك تغنى أغنية بموروث أو طريقة تتألق فيها وتأديها بلونها وتوصل لروح الأغنية للجمهور وتكون متمكن من تقنية الغناء المتطاورة، ونتمنى إن الغناء يرجع لكل الألوان مش التونسي فقط، ولازم الحقيقة تكون عايش في الإطار حتى ممكن تغنى بهذا الشكل، لازم تكون عايش في الهواء هناك ومع ناس وفاهمهم وحاسس بيهم حتى توصل إليهم الأغاني.
هل هناك قطعة موسيقية أو أغنية تراثية تونسية تحمل مكانة خاصة لديكِ ولماذا؟
أغنية سنجوز عندها مكانة خاصة ليا خصوصًا هي أول أغنية تمكنت منها من الانتشار في تونس والمغرب العربي وذاك الأغنية لدي معها تفاصيل لإني صورتها بأول فترات الحمل بأبني فعندي كثير ذكريات مع الأغنية، وأغنية ريما العاشقة لأنها تتغني للأطفال حتى يناموا وكان عندي معها ذكريات مع الطفولة وكانت قصصها جميلة جدًا وقريبة من قلب الحقيقة.
برأيك، هل تتلقى الموسيقى التراثية التونسية الاهتمام الكافي من الجيل الجديد؟
الحقيقة أنا سعيدة إن في شوية اهتمام لإن الجيل الجديد يستمع ويحفظ الأغاني التراثية ويحب يسمعها ويسمع القصص والأغاني التونسية، والحقيقة هذا يرجع فضله للشباب التونسي الذي يعيد الأغاني ويحاول يوزعهم توزيع جديد لكن للأسف حقوق التأليف منعت الشباب إنهم يعيدوا تكرار أو توزيع الأغاني أو استعمالها في أغانيهم، وأنا الحقيقة قلت رأي في هذا في لقاءات عديدة تلفزيونية في تونس وعبرت عن إستيائي لهذا القرار لإن إحنا ظلمنا الأغنية التراثية أكثر من إن نخدم بها ونحفظ بها لإن التراث مترجعش حقوقه لفرد معين التراث يرجع للناس ككل في إذا منعت الفنان إحياء هذا التراث أنت ظلمت الأغنية وحكمت عليها إنها تنسى أكثر من إنك حمايتها وپإذن الله سوف يتراجعوا في القرار ونشوف الفنانين الشبان في توزيع الأغاني بنكهة جديدة وتوزيع عالمي قريب لإذن الشباب.
إذا أتيحت لك فرصة التعاون مع أي مطرب عربي أو عالمي، من ستحلمين إن يكون ولماذا؟
الحقيقة لازمها دراسة واستغلال فرص لإنه تعاملي مع مطرب سواء عالمي أو عربي سيكون نافعة كبيرة ليا وبكسب قاعدة جماهيرية أكثر وتعرف على جمهور أوسع وتجربة مثمرة وأكيد تجربة تأسس في مسيرتي الفنية، ولكن من سيكون هذا يحتاج تفكير وأنا معنديش إسم معين لكن الغناء لازم يكون بعيد عن الاستايل بتاعي حتى لا نقع في مقارنات ومتكونش فنانة يكون فنان لإن أنا محبش إدخل تحت ثقافة المقارنات ومن أفضل ومن قدم أداء أفضل ومن خدم الأغنية أكثر لإن أكيد الفنان العالمي أو العربي سوف يخدم الأغنية أكثر، أنا حابه يكون فنان من الرجال ويكون بعيد كل البعد عن الاستايل بتاعي يكون راب يكون بوب ستار يكون متعمق أكثر في ألوان خليجية لكن إسم معين معنديش فضال.
هل تجدين نفسك متأثرة بأسلوب فنان معين من الزمن الجميل مثل أم كلثوم أو وردة؟
أم كلثوم ووردة رمزان للفن الأصيل أستلهم من أم كلثوم قوة الأداء والعاطفة الجياشة، ومن وردة أخذت الجرأة في تجربة الألوان الموسيقية المختلفة، كلاهما ترك أثرًا كبيرًا فيّ.
كيف يمكن لروح الزمن القديم أن تتجدد في أعمال الفنانين الحاليين برأيك؟
تتجدد من خلال الحفاظ على الأصالة مع إضافة لمسات عصرية مثلاً استخدام الإيقاعات التراثية مع تقنيات الإنتاج الحديثة يمكن أن يجذب الجمهور الجديد دون أن يفقد العمل قيمته الفنية.
كيف توازنين بين الإلهام من عمالقة الفن القديم وإضافة بصمتك الخاصة؟
أنا بحترم عمالقة الفن وبتعلم منهم، لكنني دائمًا أحاول أن أضيف لمستي الخاصة، وأعتقد أن الفن الحقيقي هو الذي يجمع بين الاحترام للتراث والإبداع في تقديم شيء جديد.