منوعات
أخر الأخبار

بيت الطفلة “جوديث بارسي” – الطفلة التي قتلتها الشهرة

 

كتبت / رنيم علاء نور الدين 

كانت جوديث بارسي فتاة صغيرة وموهوبة، عمرها لم يتجاوز العشر سنوات، لكنها كانت تمتلك وجهًا ملائكيًا وصوتًا طفوليًا جعلها نجمة في أفلام الرسوم المتحركة والإعلانات الأمريكية في منتصف الثمانينات. كانت تؤدي بصوتها أدوارًا في أفلام شهيرة مثل The Land Before Time وAll Dogs Go to Heaven.

لكن خلف الوجوه البريئة والابتسامات الساحرة، كان هناك بيت يُخفي جحيمًا مكتومًا.

جوديث كانت تسكن مع والديها في منزل صغير بلوس أنجلوس. والدها، جوزيف بارسي، كان مهاجرًا مجريًا، يعمل سائق شاحنة. رجل مزاجي، مدمن كحول، يغلي بداخله غضب دفين. ووالدتها، ماريا، كانت مهاجرة أيضًا، تحلم أن تصبح ابنتها نجمة وتعيش حياة مختلفة.

مع الوقت، بدأت شهرة جوديث تزداد، وأصبحت مصدر الدخل الأساسي للعائلة. كانت تجني آلاف الدولارات في كل عمل تشارك فيه، وكلما زادت شهرتها… زاد جنون والدها. أصبح يراها كخزنة متحركة، لا كطفلة.

بدأ يهددها. ذات مرة، دخل غرفتها سكرانًا، وقال لها: “هقطع رقبتك لو قلتي لماما حاجة”. كانت تصرخ ليلًا، وتتبول على نفسها من الرعب. المدرسة لاحظت الأمر، لكن الأم كانت تنكر كل شيء. كانت تقول: “هو بيغضب بس… لكن عمره ما هيأذيها”.

لكن الرعب كان بيتراكم.

في أحد الأيام، ضرب جوزيف جوديث بقوة جعلت أنفها ينزف، وذهبت إلى موقع التصوير بكدمات على وجهها. المخرج استدعى طبيبًا نفسيًا فورًا. الطبيب كتب تقريرًا يقول إن الطفلة تعاني من ضغط نفسي شديد، وتعيش في بيئة غير آمنة.

أمها قررت وقتها إنها تحاول تهرب، وبدأت تدّخر أموالًا سرًا لتأجير شقة جديدة. كانت تنتظر فقط انتهاء تصوير الفيلم الأخير لجوديث لتأخذها وتختفي بعيدًا.

لكن جوزيف كان يراقب.

في فجر 25 يوليو 1988، دخل جوزيف غرفة نوم جوديث وهي نائمة، كان ممسكًا بمسدس. وقف فوقها، وجهه ساكن، أطلق رصاصة في رأسها مباشرة. ماريا، الأم، هرعت إلى الغرفة، فرأت ابنتها ممددة في بركة من الدم، فصرخت. فأطلق عليها رصاصة هي الأخرى، في صدرها، ثم رصاصة ثانية في وجهها.

جوزيف لم يتصل بالشرطة، بل جلس لمدة يومين داخل البيت، مع الجثتين. كان يشرب، ويتحدث لنفسه. وبعد يومين، سكَب البنزين في كل أركان المنزل، وأشعل النار. ألسنة اللهب التهمت الجثث، والجدران، وأخيرًا… التهمته هو.

رجال الإطفاء عثروا على بقايا عظام جوديث وأمها في غرفتهما، متفحمتين. كانت تحمل في يدها دميتها الصغيرة.

جوديث بارسي، الطفلة الموهوبة، لم تمت بسبب شهرتها، بل بسبب بيت كان يجب أن يكون حضن أمان، فتحوّل إلى زنزانة موت.

اليوم، في موقع البيت القديم، بُني منزل جديد. لكن السكان يقولون إنهم يسمعون أحيانًا بكاء خافتًا لطفلة… وصوت أبواب تُغلق في الليل، دون سبب.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى