
كتبت : شروق صلاح
تشهد منصة تيك توك في مصر أزمة حقيقية بعد تلقي النيابة العامة عددًا من البلاغات الرسمية ضد صانعي محتوى متهمين بنشر مقاطع خادشة للحياء العام والإخلال بالقيم المجتمعية وهو ما دفع الحكومة إلى دراسة اتخاذ إجراءات حاسمة قد تصل إلى غلق المنصة نهائيًا داخل البلاد إذا لم تلتزم بالقوانين والمعايير الأخلاقية المعمول بها في مصر.
تقدمت مجموعة من المحامين ببلاغات إلى النيابة العامة تتهم 11 بلوجرًا بمخالفة قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018 من خلال بث محتوى غير لائق عبر تيك توك وقد شملت التحقيقات حتى الآن أسماء بارزة من صناع المحتوى مثل سوزي الأردنية وأم مكة ومداهم وعلياء قمرون حيث تواصل النيابة التحقيق معهم في اتهامات تتعلق بالإساءة للأخلاق العامة والإضرار بالقيم الأسرية.
وفي سياق متصل أكد النائب أحمد بدوي رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب أن الحكومة المصرية لم تطرح رسميًا قرار غلق تيك توك داخل البرلمان حتى الآن لكنه أشار إلى أن اجتماعات عقدت بين وزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ومدير منصة تيك توك في مصر وشمال إفريقيا حيث تم منح المنصة مهلة مدتها ثلاثة أشهر لحذف المحتوى المخالف وتعديل خوارزميات النشر وفق القيم الأخلاقية المصرية.
أوضح بدوي أن البرلمان لن يتردد في اتخاذ الإجراءات التشريعية اللازمة في حال استمرار المخالفات وأن الدولة المصرية حريصة على تشجيع الاستثمار في قطاع التكنولوجيا لكن بما لا يتعارض مع الأخلاق العامة والأمن المجتمعي.
وشهدت الساعات الأخيرة تصاعدًا في الإجراءات الأمنية حيث ألقت قوات الأمن القبض على البلوجر سوزي الأردنية في القاهرة الجديدة كما تم حجز البلوجر المعروفة بلقب أم مكة للتحقيق بعد رصد فيديوهات مخالفة للقانون من قبل إدارة تكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية كما ألقت الشرطة القبض على زوج أم مكة أثناء تواجده لدعمها في قسم الشرطة لتنفيذ حكم قضائي صادر بحقه.
تيك توك في مصر بات أمام مفترق طرق فإما أن تلتزم المنصة بالضوابط الأخلاقية والقانونية أو تواجه خطر الإغلاق الكامل في حال عدم تنفيذ الإصلاحات المطلوبة خلال المهلة المحددة.