
كتب: خالد البسيوني
في قلب الصخب النيويوركي، بزغ نجم عربي شاب، لم يكتفِ بتسلق سلم الشهرة الرقمية، بل نحت لنفسه مكانة فريدة في وجدان الجالية العربية، إنه مصطفى غانم، الذي استثمر جاذبيته على المنصات ليغدو صوتًا مؤثرًا ورمزًا للاتحاد، مستحقًا لقب “ملك نيويورك”.
بدأ مساره في فضاء الإعلام الرقمي بنكهة فكاهية، عبر إبداع صور وتعليقات لاقت انتشارًا واسعًا بين الشباب العربي، لكن طموحه تجاوزه حدود التسلية، سرعان ما استشعر القوة الكامنة في تلك الوسائل للتواصل والتأثير، فصقل مهاراته في التسويق الإلكتروني وأنشأ شركته الخاصة، جامعًا بين الإبداع وروح المبادرة الحرة.
شكلت عودته إلى نيويورك منعطفًا حاسمًا في رحلته، حيث لامس عن كثب حاجة الجالية العربية، بتنوعها اللافت، إلى نبرة موحدة تعكس هويتها وتجمع صفوفها، عندئذ، عقد العزم على تسخير نفوذه الرقمي لبناء هذا الرابط المتين، ليصبح الإعلامي الذي يمثلهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم.
لم يقتصر تأثير مصطفى على إنتاج محتوى جاذب ومتفاعل، بل امتد ليشمل تأسيس كيان اجتماعي حيوي من المتابعين، يضم رواد أعمال، وفنانين، وطلابًا، وعائلات، وجدوا فيه فضاءً للتعبير والتلاقي.
علاوة على ذلك، أطلق مبادرة “عز العرب” التي تهدف إلى تضافر جهود أصحاب المشاريع العرب في أمريكا وتعزيز قوتهم الاقتصادية والاجتماعية، مما يعكس تصوره الشامل لخدمة أمته.
لعب تنظيمه لفعاليات ضخمة للجالية العربية في نيويورك دورًا محوريًا في ترسيخ صورته كرمز إعلامي، فقد استطاع تحويل العالم الافتراضي إلى لقاءات واقعية تحتفي بالتراث والقيم العربية، مما عمق الإحساس بالوحدة والانتماء بين أبناء الجالية.
لم يكن طريق مصطفى غانم معبدًا بالياسمين، لكن إصراره المتين وعمله الدؤوب ورؤيته الثاقبة مكنته من تخطي العقبات وتحويلها إلى فرص للنمو والتأثير، لقد أدرك أهمية تحديد الغاية، والتطوير المستمر للقدرات، وإقامة علاقات وطيدة، واقتناص الفرص المتاحة، والاجتهاد لتحقيق طموحاته.
اليوم، يتبوأ مصطفى غانم مكانة الرمز الإعلامي البارز للجالية العربية في أمريكا، لم يعد مجرد صانع محتوى، بل غدا صوتًا قويًا يعبر عنهم ويدافع عن مصالحهم، ويسهم في تقديم صورة مغايرة للعرب في المجتمع الأمريكي، إن حكايته تجسد صعود شاب عربي طموح استطاع بالإبداع والعمل المخلص والالتزام بخدمة أمته أن يعتلي عرش “ملك نيويورك” في قلوب وعقول الجالية العربية.