“فريد الأطرش: أسطورة العود والغناء في ذكرى رحيله”

كتبت/مريم مصطفى 

تحل اليوم 26 ديسمبر 2024 الذكرى السنوية لوفاة الفنان والموسيقار الكبير فريد الأطرش، الذي يعد واحدًا من أعظم رواد الفن العربي في القرن العشرين، وُلد فريد الأطرش في عام 1917 في بلدة القريا بجبل الدروز، إلا أن الظروف أجبرته على الهجرة إلى مصر في سن مبكرة، حيث عاش في القاهرة مع والدته وشقيقيه،و لم يكن طريقه إلى النجومية سهلًا، لكنه استطاع أن يُسطر اسمًا بارزًا في تاريخ الموسيقى العربية.

البدايات والتكوين الفني

بعد انتقاله إلى مصر، تلقى فريد الأطرش تعليمه في المدارس الفرنسية ومدرسة البطريركية للروم الكاثوليك،وفي تلك الفترة، اكتشفه الفنان زكي باشا، الذي أوصى بانضمامه إلى معهد الموسيقى العربية، ليبدأ مسيرته الفنية،و إلى جانب دراسته، كان فريد يعمل في بيع القماش لمساعدة والدته في إعالة الأسرة.

انطلاقته الفنية

في مرحلة مبكرة من حياته، التقى فريد بالأستاذ إبراهيم حمودة الذي أبدى إعجابه بموهبته وصوته، وطلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على آلة العود، ثم التحق بفرقة بديعة مصابني، حيث بدأ الغناء بشكل منفرد، محققًا نجاحًا كبيرًا.

وخلال مسيرته الفنية، أضاف فريد الأطرش لموسيقانا العربية العديد من الأغاني التي لا تزال خالدة في الأذهان، ومنها “يا زهرة في خيالي” و”إنت عمري”. كما حقق نجاحًا كبيرًا في السينما، حيث شارك في حوالي 31 فيلمًا من بطولته، مثل “حبيب العمر” و”شهر العسل” و”ما أقدرش”، محققًا إيرادات ضخمة بسبب قصصه الرومانسية المؤثرة.

رحيل فريد الأطرش

توفي فريد الأطرش في 26 ديسمبر 1974 عن عمر يناهز 64 عامًا في لبنان بعد إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، ورغم رحيله، إلا أن أغانيه وأفلامه لا تزال حية في قلوب محبيه، ومستمرة في التأثير على الأجيال الجديدة من عشاق الموسيقى والفن العربي.

رحل فريد الأطرش عن عالمنا، ولكن إرثه الفني ما زال يعيش بيننا من خلال أغانيه وأفلامه التي صنعت جزءًا كبيرًا من تاريخ الفن العربي. ورغم مرور أكثر من 40 عامًا على وفاته، فإن اسمه سيظل عالقًا في ذاكرة الأجيال، لأنه لا يُنسى فريد الأطرش، أسطورة العود والغناء.