يحيى السنوار .. القائد الذي قاتل حتى أنفاسه الأخيرة، مقبلًا غير مدبر

كتبت/ فاطمة محمد
في الآونة الأخيرة انتشرت أنباء عن استشهاد قائد حركة حماس و زعيمها يحيى السنوار،
و لقي الخبر في بدايته رفض و صدمة عارمة ، لكن سرعان ما تداركت الأمة أن ذلك ما تمناه أبو إبراهيم وهو الاستشهاد في خضم معركة مع الاحتلال مُهللين بـ “نالها أبو إبراهيم”
لكن ظل الأمر معلقًا بحبال الشك مانحًا الجميع أملا في تكذيب الخبر ليأتي نعي حماس مؤكدًا الخبر و تبعتها القوات الإسرائيلية بنتائج فحص الحمض النووي التي كشفت تفاصيل الواقعة و تفاصيل الاستشهاد كاملة ،
في هذا المقال نعرض لكم تفاصيل استشهاد بطلنا الشهيد أبو إبراهيم ومواجهته الحاسمة و استمراره في الحرب مقبل غير مدبر و إنهائه النزاع بعصاه
تشريح الجثة يكشف تفاصيل استشهاد السنوار
أكدت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم الجمعة، أن تشريح جثة زعيم حركة حماس يحيى السنوار وفحص الحمض النووي أكدوا أن الجثة ترجع إلى قائد الحركة و كشف أطباء التشريح أن رصاصة في الرأس كانت السبب المباشر لاستشهاده
الدكتور تشين كوغل، الذي أشرف على التشريح، أوضح أن السنوار أصيب أولاً في ذراعه بشظية قد تكون ناجمة عن صاروخ أو قذيفة دبابة.
وأضاف أنه حاول معالجة إصابته باستخدام سلك كهربائي لربط ذراعه، إلا أن السلك لم يكن قويًا بما يكفي لإيقاف النزيف، مما تسبب في تهشم ساعده وكانت الطلقة النارية هي التي حسمت الأمر.
انتشار أنباء استشهاد السنوار قبل التصريحات الرسمية
في عصر يوم الأربعاء انتشرت أنباء عاجلة تفيد باستشهاد السنوار في منطقة تل السلطان في قطاع غزة والتي ظنت القوات العسكرية الإسرائيلية انها ملجأ لقيادات حركة حماس
حيث كان الاستهداف غير مخطط له، فبحسب ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي “جالي تساهال” تم الاشتباك مع مُلثم مسلح دلف الى مبنى و مسلحين آخرين في مبنى آخر و بعد قصف المبنى و إزالة وشاحه عن وجهة اشتبهوا في أن الشهيد هو السنوار لذلك لجأوا لتحليل الحمض النووي
المواجهة الأخيرة : صمود حتى النهاية
ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن المواجهة التي أدت إلى استشهاد السنوار كانت جزءًا من عمليات تدمير الأنفاق في رفح
القوات الإسرائيلية أطلقت قذائف من دبابة “ميركافا مارك 4” وصاروخ “ماتادور” على المبنى الذي كان يتحصن فيه السنوار فـ أصابته الشظايا، لكن ما حسم الأمر كان الطلقة القاتلة التي أصابت رأسه.
في اللحظات الأخيرة، أرسلت القوات الإسرائيلية طائرة مسيرة لتفقد المبنى والتأكد من وجود المسلحين
تظهر اللقطات أن السنوار، رغم إصابته البالغة، حاول إسقاط الطائرة المسيرة مرتين الأولى باستخدام حجارة وقد نجح في ابعادها والثانية بعصا كانت في يده
هذه المحاولة الجريئة تؤكد أنه قاتل حتى أنفاسه الأخيرة، مصمماً على المقاومة.
بيان حركة حماس تنعي فيه وفاة أبو إبراهيم
في بيان أصدرته حركة حماس يوم الجمعة، نعت قائدها يحيى السنوار بقولها: {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ}
“بكل معاني الشموخ والكبرياء والعزة والكرامة تنعى حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا جميعا رجلا من أنبل الرجال وأشجع الرجال، رجلا كرس حياته من أجل فلسطين، وقدم روحه في سبيل الله على طريق تحريرها، صدق الله فصدّقه الله، واصطفاه شهيدا مع من سبقه من إخوانه”.
وتابعت، “ننعي القائد الوطني الكبير الأخ المجاهد الشهيد يحيى السنور (أبو إبراهيم)، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقائد معركة طوفان الأقصى، الذي ارتقى بطلًا شهيدًا، مقبلًا غير مُدبر، مُمْتَشقًا سلاحه، مشتبكًا ومواجهًا لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف، يتنقل بين كل المواقع القتالية صامدًا مرابطًا ثابتًا على أرض غزَّة العزَّة، مدافعًا عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهمًا في إذكاء روح الصُّمود والصَّبر والرّباط والمقاومة”.