عرب و عالم

غزة بين الحرب والهدنة .. اتفاق مرتقب يعيد تشكيل المشهد السياسي

كتبت/ فاطمة محمد 

مع دخول الحرب في غزة عامها الثاني، تلوح في الأفق مؤشرات على اقتراب اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، في ظل تغيّرات إقليمية ودولية أعادت ترتيب الأولويات وفتحت المجال أمام حلول جديدة.

الضغوط على حكومة نتنياهو

تواجه حكومة بنيامين نتنياهو تحديات متعددة من الداخل والخارج

يشكّل اليمين المتطرف بقيادة شخصيات مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير ضغوطًا متزايدة على الحكومة، منتقدًا ما يعتبره “تنازلات خطيرة” مثل الانسحاب من مناطق استراتيجية كمحور فيلادلفيا.

أما خارجيًا، فتتوالى الضغوط من عائلات الأسرى الإسرائيليين، المعارضة السياسية، والإدارة الأميركية

المحلل السياسي عماد الدين أديب يرى أن نتنياهو يسعى لتحقيق توازن بين هذه الضغوط، مشيرًا لأن نجاحه في إبرام اتفاق قد يعزّز مكانته السياسية، لا سيما في ظل تهديدات حقيقية لاستمراره بالحكم.

تغيرات إقليمية ودولية تدعم الصفقة

المفاوضات الحالية تجري في ظل ظروف جديدة؛ مقتل يحيى السنوار، قائد المكتب السياسي لحماس، وإضعاف المحور الإيراني، إلى جانب دور نشط لدول مثل قطر ومصر وامريكا

بحسب أديب، تسعى إدارة بايدن لاستغلال هذه الفرصة لتحقيق إنجاز سياسي قبل الانتخابات، فيما يريد دونالد ترامب التمهيد لمرحلة استقرار إقليمي تمكنه من التركيز على الملف الإيراني.

حماس بين المكاسب والتحديات

رغم التراجع العسكري والمالي لحركة حماس، تحاول الحركة تقديم أي اتفاق كإنجاز سياسي وشعب

الاتفاق المرتقب قد يشمل الإفراج عن نحو ألف أسير فلسطيني، بينهم 170 من أصحاب الأحكام العالية، مع استثناء شخصيات بارزة مثل مروان وعبدالله البرغوثي

ويرى أديب أن حماس تسعى لتسويق الاتفاق كثمار لتضحيات الشعب الفلسطيني، رغم ضعف موقفها الحالي.

إسرائيل وتحفظاتها

على الجانب الإسرائيلي، تتعامل الحكومة بحذر مع اليوم التالي للاتفاق، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر 2023 التي زادت من تشدد الإسرائيليين تجاه أي ضمانات دولية. الترتيبات الأمنية المتوقعة ستشمل تعزيز المناطق العازلة لضمان السيطرة على الوضع.

تحديات التنفيذ ومستقبل الاستقرار

يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لهذا الاتفاق أن يفتح الباب أمام استقرار طويل الأمد في غزة أم أنه مجرد هدنة مؤقتة؟ يعتمد الأمر على كيفية تنفيذ الاتفاق ومعالجة القضايا الشائكة مثل إعادة الإعمار، مستقبل العلاقات بين حماس والسلطة الفلسطينية، والدور العربي في تعزيز الاستقرار.

تنافس دولي وإقليمي

الاتفاق يعكس تنافسًا بين القوى الدولية. الولايات المتحدة تسعى لتعزيز نفوذها بالمنطقة، بينما تحاول قطر ومصر ترسيخ مكانتهما كوسطاء رئيسيين

أديب يعلّق بأن كل طرف يسعى لتحقيق مكاسب سياسية من الاتفاق، فيما يبقى التنفيذ على الأرض التحدي الأكبر

الاتفاق المنتظر قد يعيد رسم قواعد الصراع في غزة، لكنه لن ينهيه

بينما يحاول نتنياهو تحقيق مكاسب سياسية وأمنية، تدرك حماس أن الهدنة فرصة لإعادة ترتيب أوراقها.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى