لماذا تعاطف البعض مع «خُط الصعيد الجديد»؟ خداع أم فطرة إنسانية؟

كتبت : ندي خالد
في اشتباك مسلح بقرية العفادرة بأسيوط، نجحت الأجهزة الأمنية في تصفية محمد محسوب، الملقب بـ«خُط الصعيد الجديد»، بعد معركة شرسة. وقبيل مصرعه، ظهر محسوب في مقطع فيديو متحدثًا بثقة زائفة، مدعيًا تعرضه لحصار غير مبرر من الشرطة. المثير للجدل أن خطابه أثار تعاطف بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مما يسلط الضوء على ظاهرة خطيرة تتعلق بتعاطف فئات من المجتمع مع الخارجين عن القانون.
الدراما وتبرير الجريمة.. كيف تصنع الشاشة مجرمًا محبوبًا؟
حذّرت الدكتورة سارة فوزي، مدرس الإعلام بجامعة القاهرة، من خطورة تنامي ثقافة التعاطف مع الجاني على حساب الضحية، مشيرةً إلى أن الدراما تلعب دورًا محوريًا في ترسيخ هذا الاتجاه. وأوضحت أن بعض الأعمال الفنية تقدم القتلة والخارجين عن القانون داخل إطار اجتماعي مُنمّق، فتُظهر البلطجي في صورة الشاب القوي المكافح، وتُسند أدوارهم إلى ممثلين يحظون بجماهيرية كبيرة، مما يصعّب على المشاهد إدانة هذه الشخصيات، بل يدفعه إلى التماس الأعذار لهم.
وأكدت «فوزي» أن هذه الدراما تروّج لفكرة أن الجاني ليس سوى ضحية لظروف قاسية، سواء أسرة مهملة أو مجتمع فاسد، مما يُمهّد الطريق لقبول جرائمه. والأخطر، وفقًا لها، هو تصوير القاتل في ثوبٍ رومانسي، كرجل عاشق يسعى للزواج بحبيبته أو كأبٍ حنون يلاعب أطفاله، مما يُضفي عليه طابعًا إنسانيًا قد يُضعف استنكار الجمهور لجرائمه.
وأضافت أن بعض المعالجات الدرامية تُغذي الأمل في إمكانية توبة المجرم، فيوحي العمل بأن احتضانه ودمجه في المجتمع قد يُصلح حاله، بدلًا من نبذه أو مواجهته بالعقاب. وبهذا، تسهم الدراما في تطبيع العنف، وتقديم الجريمة كحالة مُبررة بدلًا من أن تكون سلوكًا مستنكرًا يستوجب الإدانة.