منوعات
أخر الأخبار

الفرح الملعون الذي أنتهى بجريمة قتل

 

كتبت / رنيم علاء نور الدين 

الكل منا يشعر بالخوف ، فمنا من يشعر بالخوف من الحيوانات كالقطط ، أو المرتفعات ، أو الدماء أو غيرها ، يوجد أنواع كثيرة من الخوف ، ولكن أحياناً يدفعنا الخوف لأرتكاب أفعال طائشة ، نندم عليها طوال حياتنا ، فيمكن للخوف أن يحول حياة الأنسان من حياة مليئة بالألوان إلي حياة بلونين فقط ” الأبيض و الأسود” ، فبسبب الخوف يمكن أن يضيع المرء فرص كثيرة في حياته ، يمكن أن يجعله يفشل في امتحان ما ، يمكن أن يخسر شخصاً ما بسبب الخوف للأعتراف له عما يكنه من مشاعر . 

 لكن هناك سؤال يدور في ذهن الكثير من الأشخاص و هو ” إذا كان الخوف يصيب المرء فلما يجعله يلوث يده بشئ لا يمكن أن يزيل رائحته من يده ” ؟ . ” هل الخوف يمكن أن يجعل المرء أن يدمر حياته بيده ” ؟. إذا كنت تريد معرفة الأجابة فأنا أمتلك تلك الأجابة في تلك القصة التي سأعرضها اليوم .

بدأت أحداث القصة عام 2011 ، مع كودي ، كان كودي من الأشخاص التي تمتلك كل شئ فـي الحياة كما يقال ” أشخاص مولوده داخل فمها معلقة ذهب” و كان أكثر شئ يعشقه كودي هو السيارات . لكن ما كان ينقصه هو شريكة حياته ، فكان يبحث عن شريكه حياته حتى أتى اليوم الذي حول حياته بالكامل . 

ففي يوم وجد كودي الفتاة التي يحلم بها و هـي ” جوردن” ، فتاة جميلة تمتلك شخصية مرحة لكنها خجولة للغاية ، فتاة متدينة ، كل يوم أحد تذهب إلي كنيسة متواجدة بالمدينة ، تعمل بالكنيسة تعلم الأطفال عن الدين . 

كودي و جوردن تقابلا في نوفمبر عام 2011 ، و من أول نظره وقع كودي في حب جوردن لهذا كان يرى ماهي اهتمامات جوردن و يهتم بها حتى ينال أعجابها فقط ، و طلب منها أن يبدأ هو و هي بالمواعدة و وافقت جوردن على هذا الطلب . 

و بعد أسبوعين من مواعدة جوردن و كودي ، ذهب كودي إلي والدته و أخبرها أن جوردن هي الفتاة التي يريد أن يتزوج بها و يستمر في الحياة معها . فبعد عام من الأرتباط بعدما علم كودي أن جوردن تقبلت فكرة الزواج و هذا لأن جوردن تخشى تلك الفكرة ، سرعان ما علم كودي هذا الأمر ذهب إلى جوردن و طلب يدها للزواج ، و بالفعل تم خطبة جوردن و كودي في ديسمبر من عام 2012 ، و بدئا في تحضيرات الزواج . كانت جوردن متحامسه للغاية لفكرة الزواج و هذا ما جعل أصدقائها المقربين مذهولين وهذا بسبب علمهم أن جوردن من النوع الخجول للغاية لكنهم شعروا بالسعادة من أجل صديقتهم حتى كلاً من جوردن و كودي قاما بتأليف أغنية للزفاف.

و فـي عام 2013 ، تزوج كلاً من كودي و جوردن ، كان كودي يبلغ من العمر 25 عام و جوردن 21 عام ، و كان الفرح بسيط للغاية و كان الجميع سعيد لهم ، خاصاً أصدقاء جوردن فكانا يشعران بالسعادة من أجل جوردن . بعد مراسم الزفاف ذهب كودي و جوردن لقضاء أول ليلة في الفندق ثم في اليوم التالي ذهبا إلي منزلهم ليقوموا بترتيبات المنزل و كانت أجازة كودي ستنتهي في يوم الأثنين … و كانا يعتقدا أن حياتهم ستكون جنة و لكنهم كانوا مخطئين تماماً . 

من المعروف أن كودي من أول الواصلين إلي العمل ، كان كاميرون مدير كودي و صديقه ، ينتظر وصول كودي للعمل حتى يهنئه بمناسبة زواجه بسبب عدم حضوره ، كان ميعاد كودي الساعة 6 صباحاً ، لكن كودي لم يصل في الوقت المحدد ، فقرر كاميرون أن ينتظر وصول صديقه ، حتى أن أتت الساعة الـ 9 صباحاً وجد كاميرون أن كودي لم يأتي فهنا أصاب كاميرون القلق ، فقام أتصل بكودي و عندما رأي أن كودي لا يجيب قرر أن يذهب إلي منزله . 

عندما وصل كاميرون إلي منزل كودي ، وجد أن المنزل في هدوء تام ، قام برن الجرس ولكن لم يجد أحد بالمنزل و هنا أدرك كاميرون أن ليس فقط كودي لا أثر له بل جوردن أيضاً لا أثر له فهذا زاد قلقه ، و مازاد قلق كاميرون هو أنه عثر على هاتف كودي ملقي في جراج المنزل . فقرر أن يذهب بنفسه إلي الشرطة حتى يبلغ عن أختفاء صديقه ، وقام بإبلاغ الأهل و الأصدقاء حتى يساعدوا في البحث ، و بالفعل قامت الشرطة بالتحرك فوراً للبحث عن كودي و جوردن بسبب أختفائهم الغير مبرر ، لكن بعد ساعات من أختفائهم حدث شئ غير متوقع .

فبعد ساعات من أختفاء كودي و جوردن ، وجدوا أصدقاء جوردن اتصال من جوردن لكن ما دار في تلك المكالمة لم يكن أشارة بالخير ، فكانت جوردن تهاتف الأصدقاء و الأهل لتعلم إذا كان أحد منهم رأي كودي لأنه لا يوجد له أثر . وعلى الفور ذهبت الشرطة إلي جوردن لتأخذ أقوالها . أبلغت جوردن الشرطة أن فـي يوم الأحد ذهبت هي و كودي ليتقابلوا مع بعض أصدقائهم في الساعة الخامسة و النصف ثم ذهبا إلي مطعم و خرجوا في حوالي الساعة الثامنة والنصف ليلاً و عقب خروجهم من المطعم آتى لكودي مكالمة هاتفية جعلته مستاءه . و عند وصولهم إلى المنزل آتى أصدقاء لكودي و ذهب معهم حتى يتسابقوا بالسيارات ، و أن كودي راسلها برسالة نصية بهذا بعد رحيله و أن لوح السيارة التي كان يستقلها كودي من مدينة واشطون . و عندما سألت الشرطة جوردن لما تأخرت في الأبلاغ عن أختفاء كودي ، ردت أنها كانت تظن أنه سيعود مرة أخرى و خشت أن قامت بالأبلاغ عن أختفاء كودي أن يعود مرة آخرى .

عقب أعترافات جوردن للشرطة بدأت في تكثيف البحث عن كودي ، لهذا أول ماقامت به هو أن تأخذ هاتف كودي لترى سجلات المكالمات التي أتت لكودي، قامت بالأتصال بآخر شخص قام بالأتصال بكودي والتي قالت جوردن أن كودي كان مستاء بسبب اتصاله ، و عند اتصال الشرطة بهذا الشخص والذي يدعى “هوزيه ” لتسأله عما دار بينه و بين كودي لتجد أن سبب اتصال “هوزيه” بكودي أنه قام بأعطاءه شيئاً ما لكنه فقدها لهذا أتصل ليخبره كما أكد أن كودي لم يكن مستاء كما قالت جوردن ، وأنه كان يملك حجه غياب قوية لأن في تلك الليلة زوجته كانت تلد مولدهم . وبهذا كانت جوردن أمام الشرطة كذبة لكن لا يوجد دليل على أن جوردن تكذب في أقوالها …. إلا أن حدث أشياء جعلت مجرى القضية يتغير تماماً . 

فبعد أيام من أختفاء كودي كانت جوردن و هانا صديقه جوردن يجلسان في المنزل يبحثان عن أي أثر يمكنهم من وراءه يصلوا إلى كودي ، أتى إيميل لجوردن مضمونه أنه ليس هناك داعي أن تبحث عن كودي فهو قد مات و أن جثته متواجده في “Glacier National Park” ، وهـي منطقة مشهورة فـي تلك المقطعة و تتميز بمناظرها الخلابة لكنها خطيرة و لهذا لأنها مليئة بالأنحدرات الكثيرة و الصخور و يمنع من أن يوجد تسلق إلا فـي مناطق معينة .

 كانت تلك الرسالة يمكنها أن تربك أي شخص بمجرد رؤيته تلك الرسالة لكن ما حدث بعد ذلك كان العكس تماماً . فكانت جوردن تتعامل ببرود غريب وهذا مالاحظته هانا ، فقد وجدت جوردن لم تعطي أي أهمية لتلك الرسالة على عكسها فكانت تطالب بإستمرار من جوردن أن تذهب إلى الشرطة لتبلغ عن الرسالة لكنها كانت تجيب أنها رساله تافهه و أن هذا صديق لكودي و بينهم عمل مشترك . و بالفعل وجدت الشرطة ان كودي يملك صديق يسمى توني لكن لم يكن هناك دليل أن تلك الرسالة من توني ، لهذا قامت الشرطة بإرسال رسالة للمحرك جوجل حتى تعلم هويه الشخص الذي قام بإرسال هذا الإيميل و أن الأمر يستغرق أيام حتى يعلموا . فالأن لم تمتلك الشرطة سوى أفادة جوردن والتي تقول أن توني هو من قام بإرسال الرسالة . 

وصلت الشرطة لرقم هاتف توني و قامت بالأتصال به لتجد أن توني و كودي أصدقاء بالفعل لكنهم ليسوا سوى معارف لا أكثر و أن ليس بينه و بين كودي أي عمل مشترك كما أخبرتهم جوردن ، كانت الشرطة تستمر في البحث عن كودي في كل مكان و تحديداً عن المكان الذي ذُكر في الرسالة لكنها لم تجد أي آثر لكودي ، أما على الجانب كان هناك أحداث غريبة آخرى تحدث .

فـي يوم تفاجأت الشرطة بأن كيم الصديقة المقربة لجوردن للغاية أتت لترمي قنبلة ستجعل القضية تأخذ مجرى آخر ، حيث قالت كيم أن جوردن لم تكن تريد من الأساس أن تتزوج من كودي ، وهذا ما جعل الشرطة تضع جودرن في قائمة المشتبهه به الأول و بدأت فـي البحث حول “جوردن ” . فمن خلال سؤال الأقارب من جوردن وجدوا أن الجميع كانوا يعملوا بهذا الأمر لكنهم قالوا لأنها من النوع الخجول لا أكثر ، لكن كيم أثبتت أن جوردن حتى بعد الزواج كانت ترسلها أنها تريد أن تنفصل عن كودي و أنها لا تريد أن تُكمل معه ، و أثبتت هذا من خلال رسائل بينها و بين جوردن ، و من الواضح أن كيم ترى أن جوردن هـي السبب الرئيسي في أختفاء و موت كودي ، لكن ليست كيم هـي الوحيدة التي ترى هذا بل هناك شخص آخر رأى أمر غريب . ففي الجانب الآخر كانت هانا ترى أن هناك شئ غريب في جوردن فبعد استجوابهم في أمر الرسالة التي أتت ، أنضموا إلى فريق البحث و ذهبت هـي و جوردن إلى المنطقة التي ذُكرت و وجدت أن جوردن لا تتوقف في أي مكان لترى إذا كان كودي ملقي هنا ، حتى عندما كانت تقول لها أن تتوقف ليروا كانت لا تجيب عليها و تتجاهلها تماماً . أما في المرة الثانية ذهبت هي و هانا و الأخ الأصغر لجوردن و وجدوا أن جوردن تذهب فـي طريق تعلمه جيداً حتى توقفت عند موقف للسيارات المكان المفضل لكودي ، و كان هناك أمامه سور مليئ بالصخور والمنحدرات ، قامت بالتحرك و تخطت هذا السور و كانت متمسكه به وواقفه بشكل مستقيم و تمايلت لتنظر إلى أسفل و بكل هدوء قالت أعتقد أن كودي ملقي هنا ثم تمايلت أكثر وهي متماسكه أكثر أنه هو .

لم تتمالك هانا نفسها و قامت بالأتصال بالشرطة والأسعاف على الفور ، و للأسف كان هو بالفعل كودي ، كانت هانا و أخ جوردن يبكون بسبب أن كودي قد مات أما جوردن كانت تريد أن تأخذه الأسعاف ليقوموا بالتشريح للدفنه في سرعة تامه ، وكان هذا أكثر ما جعل هانا تشك أكثر في جوردن ، بالأضافة أنها ذكرت في أول يوم بعد علمهم بأختفاء كودي كانت تشعر بالأنزعاج الشديد من الأشخاص المتوجدين ليواسوها و مرة واحدة نهضت و قامت بخلع خاتم الزفاف الخاص بها و القته على الأرض أمام الجميع ، و ابلغت أنها لا تريد أن يكون معاها أحد . أما في الجنازة أجمع الجميع أن الجميع كان يبكوا إلا هي و أن أغلب الجنازة كانت جالسه على هاتفها غير مباليه بمراسم زوجها المتوفي . 

بعدما علمت الشرطة بكل هذا وجهت كل التركيز و طاقتها حول جوردن ، فأول ماقامت به قامت بالرجوع إلى يوم الزفاف ، لأن الشرطة قد علمت أخيراً مكان هويه صاحب الرسالة التي أُرسلت إلى الشرطة … و كان هوية هذا الشخص هو من منزل بيت أهل جوردن ، بالأضافة أن الشرطة قامت ببتبع هاتفها و هاتف كودي ووجدت أن الهاتفين كانوا سوياً في الحديقة ثما ذهبا إلى المنزل … أما في يوم الزفاف بسمع الشهود التي كانوا حاضرين أجمعوا أن جوردن كان من الواضح على ملامحها أنها خائفه و متوترة و أنها كانت تفكر فـي أن تترك كودي في يوم الزفاف و كل هذا بسبب الخوف . و هذا ما أخبرته لكيم لهذا قالت كيم أن تذهب و تخبر كودي عن الأمر الذي يزعجها ، لكن جوردن أنكرت كل هذا عندما استجوابتها الشرطة عن الأمر كما أنكرت أنها كانت معه في الحديقة … لهذا كانت الشرطة تحمل الكارت الأخير لتوقعها . 

قامت الشرطة بعرض صورة من كاميرات مراقبة مدخل الحديقة سيارة تظهر فيها هي و كودي في الساعة السادسة صباحاً ، بدأت بالبكاء وكانت هذه أول مرة يراها الجميع تبكي … جوردن بدأت في الأعتراف ، و أعترفت أنها كانت بالفعل مع كودي بالحديقة لكن ماحدث كان دفاع عن النفس و أن ما حدث كالأتي : 

عندما أنتهوا من مقابلة اصدقائهم بالمطعم واجتهه بالحقيقة و أنها غير سعيدة معه و تريد أنهاء تلك العلاقة ، على الساعة 9 .17 دقيقة ذهبوا إلى هناك و أضافت أن أثناء اتجاهم إلى هناك كانا يتشاجرا و قررا أن يذهبا إلى هناك ليحلوا الأمر ، لكن عند وصولهم بدأت مشاجرة آخرى بينهم عند السور الذي خلفه سلسلة من الصخور كثيرة ، وقاموا الأثنين بتخطي السور و هنا بدأت المشاجرة الآخرى ، و عندما وجدت جوردن أن كودي أخذ يتعدى عليها بالسب و الضرب قررت أن تذهب و تتركه لكنه تمسك بها و هنا قامت بإزاحه يده من عليها و أبعدته بقوة بيدها مما بتالي سقط إلى أسفل من مرتفع عالي ، لكن الشرطة وجدت بجانب جثة كودي أن هناك عصبه للعين و بطاقته هويته ، و حسب ما وجدته الشرطة أن في يوم الجريمة كان من المفترض أن يذهب كودي مع أصدقائه في الصباح ليلعب معهم الجولف و لكنه أعتذر و أخبرهم أن جوردن تحضر مفاجأة …

عندما سألت عن العصبة قالت أنه كان يتحداها و قام بربط عينه بيها و قال لها اتحداكي أن تسيري هنا … لكن هذا كل كذب لأن هناك سر صغير يكشف تلك الأكذوبة و هو أن كودي يخشى المرتفعات فمن المستحيل أن يفعل هذا و حسب أقوال جوردن أنهم كانوا هناك للمشاجرة ، قامت الشرطة بالقاء القبض عليها و لكن لأن ليس هناك أي دليل مادي عليها قاموا بإطلاق سراحها وقاموا بوضع جهاز للمراقبة برجلها و بعد فترة قاموا بإلقاء القبض عليها مرة آخرى و أُتهمت بالقتل من الدرجة الثانية ثم تم التغير و أصبحت قتل من الدرجة الأولى و من المفترض أن يتم سجنها 50 سنة بالسجن لكنها طلبت من الشرطة التخفيف بشرط أن تقوم بالأعتراف و بالفعل قامت الشرطة بالتخفيف و أمرت المحكمة بحبسها لمدة 30 عام . 

فـي النهاية كانت جوردن تخشى أن تتزوج كودي و تصرحه بعدم حبها لكنها لم تكن تخشى أبداً أن تقوم بإنهاء حياته ،أما أجابة السؤال ” هل الخوف يمكن أن يجعل المرء أن يدمر حياته بيده ؟” ، فنعم يمكن المرء أن يدمر حياتها كلها بسبب خوفه الشديد. فبسبب خوف جوردن الشديد قامت بتدمير حياتها بيدها وحولتها من حياة مليئة بالألوان إلى حياة رمادية ، وأخذت روح أنسان لم يكن له ذنب سوى أنه أحبها بصدق . لهذا الخوف هو عدو الأنسان الأكثر شراسة .

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى