
كتبت/ فاطمة محمد
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن نشاط مجموعات مسلحة مناهضة لحركة حماس في شمال وجنوب قطاع غزة، يقودها كل من ياسر حنيدق ورامي حلس، المنتميان لحركة “فتح”.
وبحسب الصحيفة، فإن هاتين المجموعتين تنسقان عمليات ميدانية مع الجيش الإسرائيلي وتتلقّيان منه دعمًا بالسلاح والمساعدات الإنسانية، في إطار ما وصفته بـ”التحالف غير المعلن ضد حماس”.
وأوضحت الصحيفة أن مجموعة رامي حلس تنشط في حي الشجاعية شرقي غزة، بينما تتحرك مجموعة ياسر حنيدق في خان يونس جنوب القطاع
ووفق التقرير، يُعتقد أن قادة هذه المجموعات يتلقون رواتب من السلطة الفلسطينية.
في المقابل، ظهر ياسر حنيدق في مقطع فيديو نُشر على مواقع فلسطينية، نفى فيه هذه الادعاءات، مؤكدًا دعمه للمقاومة في غزة، ومشددًا على أنه لا تربطه أي صلة بالاحتلال أو بالسلطة أو بأي جهة أخرى، مضيفًا: “حماس تعرف من هو ياسر حنيدق”.
كما أصدرت عائلة حلس بيانًا أعلنت فيه براءتها التامة من أي علاقة بالتخابر أو التنسيق مع الاحتلال، مؤكدة رفضها لأي خيانة وطنية.
في رفح، تنشط مجموعة مسلحة تُعرف باسم “القوات الشعبية” بقيادة ياسر أبو شباب، والتي أكدت في وقت سابق لوكالة “رويترز” أنها تسعى لحماية قوافل المساعدات من النهب، نافية تلقيها أي دعم إسرائيلي أو وجود أي تواصل مع الجيش الإسرائيلي.
غير أن المحكمة الثورية التابعة لهيئة القضاء العسكري في غزة أصدرت مذكرة اعتقال بحق ياسر أبو شباب، متهمة إياه بالخيانة والتخابر وتشكيل عصابة مسلحة، ومنحته مهلة 10 أيام لتسليم نفسه، مهددة بمحاكمته غيابيًا في حال عدم الامتثال.
وفي تطور خطير، كشفت وكالة “رويترز” أن حركة حماس أرسلت مجاهدين لتعقب أبو شباب ومعرفة الحقيقة وراء خيانته للأراضي والشعب الفلسطيني
من جانبه، ظهر أبو شباب في مقطع فيديو، نافيًا تلقي مجموعته أي دعم إسرائيلي، مؤكدًا أن أسلحتهم “بسيطة وقديمة” ويحصلون عليها بدعم شعبي.
في المقابل، أقر نتنياهو علنًا بتسليح عشائر فلسطينية معارضة لحماس داخل غزة، وصرح في مقطع فيديو عبر منصة “إكس”: “ما الخطأ في هذا؟ هذا ينقذ أرواح الجنود الإسرائيليين”.
وأكدت مصادر إسرائيلية أنهم قاموا بالفعل بتزويد جماعة “القوات الشعبية” التي يقودها أبو شباب بالأسلحة، بينها بنادق كلاشينكوف، وبعضها صادر من حماس.
وذكرت تقارير أوروبية أن ياسر أبو شباب كان سجينًا سابقًا لدى حماس بتهمة تهريب المخدرات، وأن شقيقه قُتل خلال حملة استهدفت جماعته بسبب هجمات على قوافل مساعدات تابعة للأمم المتحدة، وهي القوافل التي تتهم إسرائيل حماس بأخذها
الحكومة الإسرائيلية أكدت أن هذه العمليات جزء من “خطط متعددة لهزيمة حماس”، بينما هاجمت حركة فتح جماعات مثل “القوات الشعبية”، معتبرة أنها “عصابات مدعومة من الاحتلال”، داعية العائلات الفلسطينية لرفض أي انخراط في مثل هذه المجموعات.
في ختام المشهد، أصدرت عائلة أبو شباب بيانًا أعلنت فيه التبرؤ منه، ووصفت سلوكه بأنه “خارج عن نهج العائلة الوطني والأخلاقي”.