
كتبت أمل محمد أمين
يشهد التعاون السوري-الروسي تطورًا ملحوظًا في منطقة شمال شرقي سوريا، ولا سيما في محيط مدينة القامشلي، حيث بدأت تحولات استراتيجية غير مسبوقة تعيد رسم خريطة التحالفات العسكرية والسياسية في المنطقة.
وتأتي هذه التحولات بعد سلسلة تفاهمات رفيعة المستوى بين دمشق وموسكو، تُوجت بزيارة رسمية لوزيري الخارجية والدفاع السوريين إلى العاصمة الروسية. وقد اعتُبرت هذه الزيارة بمثابة إعلان عن دخول العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي، تتجاوز الجانب العسكري لتشمل ملفات إعادة الإعمار ومواجهة التحديات السياسية والأمنية الراهنة.
القوات الروسية المنتشرة مؤخرًا في محيط القامشلي، والمدعومة بالمروحيات والطائرات، تؤكد مدى التغير في قواعد التنسيق بين موسكو ودمشق، وتعكس دور روسيا المتنامي في تعزيز أمن المنطقة وفرض توازنات جديدة، في ظل تصاعد التنافس الإقليمي والدولي على الأراضي السورية.
رسالة دعم للسيادة السورية
وتؤكد التحركات الروسية الأخيرة، بالتنسيق الكامل مع دمشق وأنقرة، أن موسكو لا تسعى لدعم أي توجهات انفصالية، بل تلتزم بسيادة سوريا ووحدة أراضيها. ويعد هذا التنسيق جزءًا من رؤية مشتركة بين الجانبين لمكافحة الإرهاب، لا سيما في ظل انسحاب القوات الأمريكية من بعض المواقع وتجاهل الانتهاكات الإسرائيلية في الجنوب السوري.
وشددت روسيا على أن وجودها العسكري في سوريا لا يمثل تهديدًا لوحدة البلاد، بل يأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى ترسيخ الأمن والاستقرار، وتمنع محاولات زعزعة الأوضاع الداخلية، خاصة من قبل تنظيمات متطرفة كـ”داعش” وغيرها.
آفاق تعاون مستقبلي موسع
وأكدت موسكو التزامها بمبدأ تبادل المصالح مع الحكومة السورية، مع التركيز على تعزيز الوجود العسكري الروسي في مناطق استراتيجية مثل القامشلي، كجزء من إعادة تموضع مدروس يتماشى مع التفاهمات السياسية المقبلة بين الجانبين.
وتنظر دمشق إلى هذا التعاون كفرصة لإعادة بناء وتسليح الجيش السوري، وضمان الأمن الوطني، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية وأمنية معقدة. كما يشكل الدعم الروسي عنصرًا حيويًا في الحفاظ على سيادة سوريا وتعزيز دورها الإقليمي والدولي.