زياد الشربيني
في المشهد الكروي المصري، الهتافات الجماهيرية جزء من اللعبة، لكنها تتحول أحيانًا إلى سلاح شخصي يتجاوز حدود المنافسة. ما حدث مؤخرًا مع لاعب الأهلي الحالي أحمد سيد “زيزو” وزوجته، يعكس وجهًا من وجوه هذه الأزمة، خاصة في ظل ردود الأفعال المتباينة من الإعلام الرياضي.
في مباراة الزمالك الأخيرة، وجهت جماهيره هتافات مسيئة لزيزو، المنتقل حديثًا للأهلي، وزوجته، قبل أن تمتد الإساءة لكل لاعبي المارد الأحمر تقريبًا. هذه الأجواء المشحونة ليست جديدة على ديربيات مصر، لكنها أخذت منحى شخصيًا فجًا.
المثير للجدل أن الإعلام الزملكاوي لم يقف عند حد إدانة ما حدث، بل لجأ لتبريره على أساس أن جماهير الأهلي سبق وأن وجهت هتافات مسيئة لنجم الزمالك شيكابالا، الملقب بين أنصاره بـ “الأسطورة”، في محاولة لعكس أدوار الضحية والجاني.
لكن الحديث عن “شيكا الأسطورة” يتجاهل سجلًا طويلًا من المواقف الاستفزازية التي قام بها اللاعب على مدار مسيرته، سواء بالإشارات غير اللائقة للجماهير المنافسة، أو الدخول في مشادات لفظية وميدانية، أو الاحتكاك المباشر مع المدرجات في لحظات الانفعال. ورغم موهبته الكبيرة، إلا أن تاريخه يحوي أحداثًا جعلته طرفًا في الكثير من النزاعات مع جماهير الأهلي.
اللافت هنا هو الازدواجية في المعايير: حين تهتف جماهير الأهلي ضد شيكابالا، يتم تصوير الأمر كجريمة كبرى تستحق العقوبات الفورية، بينما حين تهاجم جماهير الزمالك زيزو أو زوجته أو لاعبي الأهلي، يصبح الموقف “رد اعتبار” أو “رد فعل طبيعي”. هذا التناقض لا يخدم كرة القدم ولا يخفف من حدة التعصب، بل يغذيه ويزيده اشتعالًا.
الحقيقة أن تجاوزات الجماهير، أياً كان لون قميصها، تسيء لصورة الكرة المصرية. ومهما حاول الإعلام تبرير الإساءة بحوادث سابقة، تبقى المسؤولية مشتركة في محاصرة هذه السلوكيات وعدم السماح لها بأن تصبح مبررة أو مقبولة تحت أي ذريعة.
