حمزة تشيمايف يتوج ملكًا على عرش الوزن المتوسط بعد ملحمة قتالية ضد دريكوس دو بليسيس
هدير شهاب الدين
في ليلة لا تُنسى من ليالي الفنون القتالية المختلطة، كتب المقاتل الإماراتي حمزة تشيمايف فصلًا جديدًا في تاريخ بطولة UFC، بعد أن انتزع لقب الوزن المتوسط من خصمه الجنوب أفريقي دريكوس دو بليسيس في نزال ملحمي امتد لخمس جولات، شهد خلالها الجمهور واحدة من أكثر المواجهات إثارة واحترافية في تاريخ اللعبة.
منذ اللحظات الأولى، أظهر تشيمايف نواياه الهجومية، حيث أسقط دو بليسيس مرتين في الجولة الأولى بضربات خاطفة كشفت عن جاهزيته الذهنية والبدنية. ومع بداية الجولة الثانية، انتقل إلى أسلوب أكثر تكتيكًا، مستغلًا مهاراته في المصارعة والتحكم الأرضي، ليقيد حركة خصمه ويمنعه من التقاط أنفاسه.
الجولات الثالثة والرابعة كانت عرضًا فنيًا خالصًا، حيث سجل تشيمايف سبع ضربات قاضية، وتحكم في مجريات النزال بشكل شبه كامل، وسط محاولات يائسة من دو بليسيس للعودة إلى أجواء القتال.
في الجولة الخامسة، ورغم الإرهاق الظاهر على كلا المقاتلين، حافظ تشيمايف على تركيزه، وأكمل النزال بأسلوب دفاعي ذكي، ليحسم المواجهة بقرار جماعي من الحكام بنتيجة 50–44، ويتوج رسميًا بلقب بطل العالم للوزن المتوسط.
ما ميّز هذا النزال لم يكن فقط الأداء الفني، بل الروح الرياضية العالية التي أظهرها تشيمايف بعد الفوز، حيث توجه لتحية خصمه واحتضنه، واصفًا إياه بـ”الأسد الحقيقي”، في مشهد نادر يعكس نضجًا إنسانيًا يليق بالأبطال.
بهذا الفوز، حافظ حمزة تشيمايف على سجله الخالي من الهزائم (15 نزالًا دون خسارة)، وأثبت أنه ليس مجرد مقاتل قوي، بل عقلية قتالية متكاملة تجمع بين الذكاء، القوة، والانضباط. ومع هذا التتويج، يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في مسيرته، قد تشهد مواجهات تاريخية مع كبار نجوم UFC في الوزن المتوسط والوزن الثقيل.
