كتبت مريم مصطفى
شهدت مدينة يوكوهاما اليابانية مساء الخميس 21 أغسطس 2025، حدثًا دبلوماسيًا بارزًا على هامش فعاليات قمة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا “تيكاد 9″، حيث شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في مأدبة عشاء رسمية أقامها رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا على شرف رؤساء الوفود المشاركة في القمة.
وقد حضر المناسبة عدد كبير من القادة والمسؤولين الدوليين، من بينهم أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة.
ويأتي حضور الدكتور مصطفى مدبولي إلى القمة ممثلًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطار حرص مصر على تعزيز حضورها في المحافل الدولية الكبرى، وبالأخص تلك التي تتعلق بالتنمية والشراكات الاستراتيجية مع القارة الأفريقية.
وتُعد قمة تيكاد واحدة من أبرز المنصات العالمية التي تجمع بين قادة أفريقيا واليابان وشركاء التنمية الدوليين لمناقشة ملفات النمو الاقتصادي، دعم الاستثمارات، وتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية والطاقة والتعليم والصحة.
خلال مأدبة العشاء، أعرب رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا عن ترحيبه الكبير بالوفود المشاركة، مؤكدًا سعادته بما تحقق حتى الآن من نتائج أولية ومخرجات إيجابية في جلسات القمة.
وأكد أن اليابان تسعى باستمرار لتعزيز شراكاتها مع دول القارة الأفريقية، باعتبارها قارة المستقبل التي تمتلك فرصًا اقتصادية واستثمارية واعدة.
من جانبه، أجرى الدكتور مصطفى مدبولي عددًا من النقاشات الجانبية مع بعض رؤساء الوفود المشاركين، تناولت ملفات التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في قطاعات مختلفة. وقد ركزت المباحثات على أهمية تعزيز الاستثمارات اليابانية في مصر، ودور القاهرة المحوري كبوابة رئيسية للتعاون بين اليابان والدول الأفريقية.
كما تطرقت اللقاءات إلى مشروعات البنية التحتية الكبرى التي تنفذها مصر، وإمكانية فتح آفاق أوسع للشراكة مع المؤسسات اليابانية الداعمة للتنمية.
وتكتسب مشاركة مصر في قمة تيكاد 9 أهمية خاصة، كونها تأتي في وقت تسعى فيه الدولة المصرية لتوسيع علاقاتها الاقتصادية الدولية وتنويع مصادر الاستثمار الأجنبي المباشر.
كما تعكس الحضور القوي لمصر في القضايا الأفريقية والإقليمية، خاصة وأن القاهرة كانت دائمًا شريكًا فاعلًا في مبادرات التنمية بالقارة.
يُذكر أن قمة تيكاد التي انطلقت لأول مرة عام 1993، تعد منصة أساسية لبحث سبل تحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا، بمشاركة اليابان وشركائها الدوليين.
وقد أصبحت مع مرور الوقت أحد أبرز المؤتمرات العالمية التي تضع أفريقيا في قلب أجندة التنمية الدولية.
وبهذا، يؤكد حضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في المأدبة الرسمية لقادة الوفود، استمرار التزام مصر بلعب دور محوري في صياغة مستقبل التعاون بين أفريقيا وشركائها الدوليين، وعلى رأسهم اليابان.
