اكتشاف مفاجئ: مومياء مصرية تكشف عن انتشار الطاعون قبل 3290 عامًا

كتبت/مريم مصطفى
في اكتشاف علمي مذهل، كشف تحليل حديث لمومياء مصرية محفوظة في متحف إيجيزيو بمدينة تورينو الإيطالية عن إصابة صاحبها بمرض الطاعون الدبلي، المعروف بـ”الموت الأسود”،المومياء، التي تعود إلى 3290 عامًا، أظهرت آثارًا لبكتيريا Yersinia pestis المسببة للمرض، وفقًا لفحص الحمض النووي لأنسجة العظام والأمعاء.
الطاعون في مصر القديمة
تعود المومياء إلى نهاية الفترة الانتقالية الثانية أو بداية الدولة الحديثة، وهو ما يجعل هذا الاكتشاف الأول من نوعه لجينوم الطاعون خارج منطقة أوراسيا،وعادة ما وُجدت الحالات السابقة لهذا المرض في أوروبا وآسيا، ما يشير إلى وجوده في مصر القديمة قبل آلاف السنين.
دلائل تاريخية تشير إلى تفشي الطاعون
تشير الدراسات إلى احتمالية تفشي الطاعون على طول ضفاف النيل في عهد الملك إخناتون (1353-1335 قبل الميلاد)، حيث يُعتقد أنه تسبب في وفاة بعض أفراد عائلته، مثل الملكة نفرتيتي وثلاث من بناته، وذكرت برديات قديمة، مثل بردية إيبرس التي تعود إلى 3500 عام، وصفًا لأعراض تتوافق مع الطاعون، مثل “الدمل وتصلب القيح”.
مواجهة المصريين القدماء للأوبئة
أظهر المصريون القدماء براعة في مواجهة الأوبئة، حيث استخدموا التمائم السحرية والتعاويذ لحمايتهم من الأمراض، بالإضافة إلى تطهير المدن والحقول المتضررة، وتكشف المدافن الجماعية المكتشفة في مناطق مثل تل العمارنة عن تفشي أوبئة حصدت العديد من الأرواح خلال فترات زمنية قصيرة.
الطاعون عبر التاريخ
رغم الاعتقاد السائد بأن الطاعون دخل مصر لأول مرة في القرن الرابع عشر، فإن هذا الاكتشاف يؤكد وجوده في فترات أقدم بكثير، ويُعد الطاعون الدبلي من أخطر الأوبئة التي عرفها التاريخ، حيث تسبب في وفاة ملايين الأشخاص عبر العالم في موجات متعددة.
هذا الاكتشاف يضيف فصلًا جديدًا إلى دراسة تاريخ الأمراض في مصر القديمة، ويعكس مدى تطور الفراعنة في التكيف مع التحديات الصحية آنذاك.