عرب و عالم

اليوم العالمي للزيتون رمز الصمود الفلسطيني في وجه الإحتلال

 

 

 

كتبت الإعلامية والباحثة في الشؤون الفلسطينية د. أحلام محمد أبو السعود

 

يُحتفل في 26 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للزيتون، وهو يوم يُبرز أهمية شجرة الزيتون المباركة كرمز للسلام والاستقرار في العالم. ومع ذلك، فإن هذه الشجرة المباركة تُعاني في فلسطين من استهداف الإحتلال الإسرائيلي، الذي يسعى من خلال ممارساته القمعية إلى محو الهوية الفلسطينية المتمثلة في شجرة الزيتون وتجريف التراث الثقافي والزراعي المتعلق بها. 

 

شجرة الزيتون هي رمز الأرض والهوية الفلسطينية حيث تعد شجرة الزيتون جزءًا أصيلاً من التراث الفلسطيني، فهي ليست مجرد مصدر للزيت والغذاء، بل تحمل رمزية ثقافية وتاريخية تعكس ارتباط الفلسطينيين وتجذرهم بأرضهم. على مر العقود فقد أصبحت هذه الشجرة عنواناً للتحدي والصمود في وجه الإحتلال ، إذ يزرعها الفلسطينيون في أراضيهم كوسيلة لتثبيت حقهم فيها والحفاظ على هويتهم.

 

تدمير الاحتلال وتجريف الأراضي لنزع الهوية الفلسطينية ……. 

إن قوات الإحتلال الإسرائيلي تمارس عمليات تجريف واسعة للأراضي الزراعية الفلسطينية واقتلاع أشجار الزيتون، لا سيما في الضفة الغربية. وتهدف هذه الممارسات إلى تهجير السكان الفلسطينيين وفرض السيطرة على الأرض لصالح المستوطنات غير القانونية. وفقًا لتقارير حقوقية، حيث تم اقتلاع مئات الآلاف من أشجار الزيتون خلال العقود الماضية، بعضها يعود عمره لمئات السنين.

 

خلال العام الحالي، وخصوصًا في ظل العدوان الأخير المعروف بـ “حرب طوفان الأقصى”، ازدادت الاعتداءات على المزارعين الفلسطينيين وأراضيهم فقد قامت قوات الإحتلال الغاشم وعصابات المستوطنين بالاعتداء على العديد من القرى الفلسطينية، وجرى تخريب الحقول واقتلاع الأشجار، ما تسبب في خسائر مادية ضخمة وأضرار اجتماعية واقتصادية للمزارعين.

 

الخسائر الفلسطينية الاقتصادية كبيرة جدا بالنسبة للمزارعين الفلسطينيين الذي 

 يعتمد الآلاف منهم على زراعة الزيتون كمصدر رئيسي للدخل. وتؤدي عمليات اقتلاع الأشجار وتجريف الأراضي إلى خسارة هذه العائلات لمصدر رزقها.

 

أما بالنسبة للجانب الثقافي والتراثي فإن استهداف شجرة الزيتون يشكل خطرا داهما لمحو الهوية الثقافية الفلسطينية، إذ ترمز هذه الشجرة إلى السلام والارتباط بالأرض.

 

والنسبة للجانب الإنساني فإن الإعتداءات المتكررة تُعرض حياة المزارعين للخطر، حيث يتم استهدافهم خلال موسم الحصاد من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال.

 

بالرغم من كل هذه الممارسات يواصل الفلسطينيون زراعة أشجار الزيتون وإعادة الحياة للأراضي المتضررة، في رسالة صمود وإصرار على البقاء. كما تلعب المؤسسات الحقوقية دوراً في توثيق الإنتهاكات الإسرائيلية ونقلها إلى المجتمع الدولي، على أمل تحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال.

 

في هذا اليوم العالمي للزيتون ، ندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات جادة لحماية شجرة الزيتون الفلسطينية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني الذي يُناضل من أجل حقوقه وأرضه المسلوبة منذ النكبة عام 1948. 

إن استمرار هذه الإعتداءات ليس مجرد انتهاك للقوانين الدولية، بل هو تهديد للسلام والعدالة في منطقة الشرق الأوسط بل تهديد للأمن والسلم العالميين.

 

ختامًا، تبقى شجرة الزيتون شاهدة على نضال الشعب الفلسطيني، ورمزًا للسلام رغم قسوة الإحتلال، وجذورها العميقة دليلًا على قوة الشعب الفلسطيني وإصراره على الحفاظ على هويته وأرضه.

 

بقلم/د. أحلام أبو السعود

غزة /فلسطين 

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى