تصعيد خطير على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا : قوات الدعم السريع تهاجم نقاطًا سودانية بدعم من قوات حفتر

كتبت .. سها البغدادي
في تطوّر مفاجئ وخطير، أعلن الجيش السوداني اليوم أن قوات الدعم السريع شنت هجومًا منسقًا على نقاط حدودية سودانية تقع داخل المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، وذلك بمساندة مباشرة من قوات خليفة حفتر الليبية.
وجاء في بيان صادر عن القيادة العامة للجيش السوداني أن “مليشيات الدعم السريع المدعومة من أطراف إقليمية، شنت فجر اليوم هجومًا مسلحًا على عدد من المواقع العسكرية التابعة للقوات المسلحة السودانية شمال غرب دارفور، قرب الحدود الليبية المصرية”، واصفًا الهجوم بأنه “عمل عدائي يشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة السودانية وتهديدًا مباشرًا للأمن القومي والإقليمي”.
تفاصيل الهجوم
الهجوم وقع عند نقاط حدودية حساسة، تُعد ممرًا استراتيجيًا بين الدول الثلاث.
الجيش السوداني أكّد أن قوات حفتر قدمت دعمًا لوجستيًا وقتاليًا للدعم السريع.
تقارير محلية أشارت إلى استخدام آليات عسكرية ثقيلة خلال الاشتباكات، ما يرجح نية السيطرة على تلك النقاط بشكل دائم.
خلفيات خطيرة
تحوّل المثلث الحدودي في الشهور الأخيرة إلى نقطة صراع بين قوى متداخلة، خاصة بعد أن أصبحت المناطق الحدودية مسرحًا لتحركات قوات الدعم السريع الفارّة من الضغوط العسكرية داخل العمق السوداني.
ويقول مراقبون إن دعم قوات حفتر لمليشيا الدعم السريع يعكس تنسيقًا إقليميًا معقدًا، قد يتضمن ضوءًا أخضر من قوى خارجية لها مصالح استراتيجية في زعزعة السودان والمنطقة الحدودية المشتركة.
موقف الجيش السوداني
شدد الجيش السوداني على أن “القوات المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي”، معتبرًا الهجوم محاولة مكشوفة لتوسيع رقعة سيطرة الدعم السريع بعد تضييق الخناق عليها في وسط وغرب السودان.
ووجهت القيادة السودانية رسالة شديدة اللهجة إلى الأطراف الداعمة للهجوم، معتبرة أن “أي تدخل خارجي يُعد مشاركة مباشرة في العدوان على السودان”.
الأمن المصري تحت المجهر
رغم عدم صدور أي بيان رسمي من القاهرة حتى لحظة إعداد التقرير، إلا أن الموقع الجغرافي للهجوم قرب الحدود المصرية أثار القلق لدى دوائر الأمن القومي المصري.
ويرى محللون أن التحرك العسكري قرب حدود مصر يمثل تهديدًا مباشرًا، ويضع القاهرة أمام تحديات إضافية في تأمين حدودها الغربية والجنوبية، خصوصًا مع وجود تقارير عن تورط قوى تتبنى دعم جماعات متمردة في المنطقة.
ردود الفعل الدولية
الجامعة العربية التزمت الصمت، في حين أشارت تقارير إلى تحركات دبلوماسية لاحتواء الموقف.
الولايات المتحدة والأمم المتحدة لم تعلقا رسميًا، إلا أن مصادر مطلعة تؤكد وجود “قلق عميق” من احتمال تحول المثلث الحدودي إلى ساحة اشتباك إقليمي مفتوح.
تحليل استراتيجي
يرى خبراء في الشأن الإقليمي أن ما جرى اليوم ليس مجرد اشتباك حدودي، بل يمثل بداية تحوّل استراتيجي في مسار الأزمة السودانية، إذ تسعى قوات الدعم السريع إلى إيجاد موطئ قدم آمن لها في مناطق خارجة عن سيطرة الجيش، بدعم خارجي واضح، ما قد يجر المنطقة إلى مواجهات مفتوحة لا تُحمد عقباها.