عمر المختار: أسد الصحراء ورمز النضال الذي لا يموت

كتبت مريم مصطفى:
في كل أمة يظهر أبطال يقفون في وجه الظلم والعدوان، ويصبحون رموزًا للجهاد والنضال،وفي تاريخ ليبيا، برز اسم عمر المختار كواحد من أبرز هذه الرموز،في 16 سبتمبر من كل عام، تحل علينا ذكرى استشهاد شيخ الشهداء عمر المختار، الذي قاد مقاومة شرسة ضد الاستعمار الإيطالي، استشهد وهو يحمل راية الحرية، ليترك وراءه إرثًا خالدًا من الشجاعة والكرامة.
نشأة عمر المختار:
وُلد عمر المختار في عام 1862 في منطقة البطنان في برقة، وتربى في بيئة دينية علمية، التحق في شبابه بالطرق الصوفية التي ساهمت في تكوين شخصيته الروحية والعسكرية،واستمد قوته من الإيمان بالله وعدالة قضيته، وهو ما جعله واحدًا من أشرس القادة الذين عرفهم التاريخ الحديث.
المقاومة ضد الاستعمار الإيطالي:
بدأت مقاومة عمر المختار للاحتلال الإيطالي منذ عام 1911، واستمرت لمدة تزيد عن 20 عامًا،وقاد حروب العصابات ضد القوات الإيطالية مستخدمًا التضاريس الوعرة لجبال ليبيا لصالحه،و كان المختار قائدًا ماهرًا، فكان يعرف كيف يستخدم الموارد القليلة التي كانت بحوزته لتحويل الكفة لصالحه في المعارك.
اعتقاله واستشهاده:
في عام 1931، تمكنت القوات الإيطالية من اعتقال عمر المختار بعد معركة غير متكافئة،و تم تقديمه لمحاكمة صورية وحكم عليه بالإعدام، وفي 16 سبتمبر 1931، تم تنفيذ الحكم شنقًا في ساحة عامة، في محاولة يائسة من المستعمر لإخماد الروح الثورية في قلوب الليبيين،لكن كلماته الأخيرة كانت نبوءة للأجيال القادمة: “نحن لن نستسلم. سننتصر أو نموت.”
أشهر أقوال عمر المختار:
كان لعمر المختار العديد من الأقوال التي عكست فلسفته وإيمانه بقضيته العادلة:
“التردد أكبر عقبة في طريق النجاح.”
“كن عزيزًا وإياك أن تنحني مهما كان الأمر ضروريًا فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرة أخرى.”
“إن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويك.”
“أموالكم تمامًا مثل مجدكم ليست خالدة.”
“صاحب الحق يعلو، وإن أسقطته منصة الإعدام.”
“المعركة التي تنتصر فيها وحدك، لا تحتفل بها مع الذين تخلوا عنك.”
“إن موتي ليس النهاية، سيكون عليكم مواجهة الجيل القادم.”
إرث عمر المختار:
استشهاد عمر المختار لم يكن نهاية نضال الشعب الليبي، بل كان بداية جديدة لمرحلة من المقاومة الشرسة ضد الاستعمار،و أصبح رمزًا للصمود والتحدي في وجه الظلم، ونُقشت أقواله في ذاكرة الشعوب، ليس فقط في ليبيا بل في كافة أنحاء العالم.
عمر المختار لم يكن مجرد قائد عسكري بل كان رمزًا للجهاد من أجل الحرية والكرامة،واستطاع بصموده أن يكتب اسمه بحروف من ذهب في صفحات التاريخ، ليبقى قدوة لكل من يناضل من أجل حقوقه وحريته، روح عمر المختار ستظل حاضرة في وجدان الأجيال القادمة، تذكرهم دائمًا بأن الحرية تستحق النضال مهما كان الثمن.