حرائق لوس أنجلوس.. مليارات تُهدر وصنابير المياه تعمّق المأساة

كتبت/ فاطمة محمد
تعاني ولاية لوس أنجلوس الأمريكية من حرائق غابات مُصنفة كأكثر الحرائق كلفة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تجاوزت الخسائر الأولية تقديرات بقيمة 135 مليار دولار وفقًا لشركة “أكيوويذر”، مع توقعات بوصولها لـ 150 مليار دولار
متسببةً بأضرار كبيرة للممتلكات والبنية التحتية، مما أدى لـ نزوح آلاف المواطنين وتدمير الآلاف المباني.
خسائر مادية وتأثيرات طويلة الأمد
تسببت الحرائق بـ تدمير أكثر من 10,000 مبنى، منها 5,300 في منطقة “باليساديس” و5,000 في منطقة “إيتون”
ووصفت شركة التأمين “أون” هذه الحرائق بأنها مرشحة لتكون من أكثر الكوارث كلفة على الإطلاق، خاصةً في ظل ارتفاع قيم الممتلكات في المناطق المتضررة.
وتواجه شركات التأمين خسائر ضخمة تزيد عن 8 مليار دولار، مما دفع محللين للتحذير من تأثيرات طويلة الأمد على سوق التأمين، بما في ذلك ارتفاع أقساط التأمين وصعوبة الحصول عليه بالمستقبل، كما أشار الخبراء لداعيات محتملة على قيم العقارات والمالية العامة للولاية.
خلل في إمدادات المياه
أحد أبرز التحديات التي واجهت فرق الإطفاء هي جفاف صنابير الإطفاء بالعديد من المناطق، مثل باسيفيك باليسادس وألتادينا
مما اضطر رجال الإطفاء لاستخدام مياه البرك وخراطيم الحدائق، بل ونقل المياه من مناطق مجاورة، مما أبطأ من عمليات مكافحة النيران.
وقال رايان بابروف، متطوع في قسم الإطفاء بكاليفورنيا: “كيف يمكنك إخماد حريق دون ماء؟”، معبرًا عن استيائه من الوضع
وأوضح المسؤولون أن سبب جفاف الصنابير يعود لزيادة المفاجئة في الطلب على المياه، ما جعل من الصعب إعادة ملء الخزانات بسرعة.
الحاجة إلى إصلاحات جذرية
أكدت رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، كريستين كرولي، على أهمية إيجاد حلول مبتكرة للتعامل مع نقص المياه
مشيرةً للجهود التي بذلوها رجال الإطفاء باستخدام الموارد المتاحة، لكن سرعة انتشار النيران شكلت تحديًا كبيرًا.
كما دعت تريسي بارك، عضو مجلس مدينة لوس أنجلوس، لتحسين البنية التحتية للمدينة لتجنب مثل هذه الأزمات في المستقبل
وأضافت: “لا ينبغي أن يواجه رجال الإطفاء نقصًا في الموارد أثناء مكافحة الحرائق، يجب أن نتكاتف لإصلاح هذا الوضع”.
تداعيات اجتماعية وصحية
أشار خبراء لأن الحرائق قد تترك آثارًا طويلة الأمد على الصحة العامة والسياحة في الولاية، مما يزيد من حجم التحديات التي تواجهها المدينة
وفي ظل استمرار الحرائق ، كشفت حجم الخسائر الحاجة الملحة لتطوير خطط استجابة أكثر كفاءة لمواجهة هذه الكوارث المتزايدة.