واشنطن بوست تكشف: لماذا فشلت لوس أنجلوس في مواجهة حرائقها الكبرى؟

كتبت نور يوسف
في تقرير حديث نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، تم تسليط الضوء على الأسباب التي أدت إلى فشل منظومة مكافحة الحرائق في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، رغم استثمارات الولاية الكبيرة في هذا المجال. ففي وقت لاحق من هذا الأسبوع، انتقلت الحرائق، التي تعد جزءًا من الحياة اليومية في المناطق الجبلية، إلى الأحياء السكنية ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ١١ شخصًا وتدمير آلاف المنازل.
أوضح التقرير أن المدينة، التي كانت قد استثمرت مليارات الدولارات في تعزيز إجراءات الوقاية، لم تتمكن من إيقاف الحرائق هذه المرة بسبب عدة عوامل رئيسية. فقد أسهم التوسع الحضري في زيادة المخاطر، في حين كانت هناك مقاومة كبيرة من قبل المواطنين لإزالة النباتات حول المنازل التي كانت تغذي النيران. وأضاف الخبراء أن النظام البيئي في المدينة، الذي يشتهر بالغابات الكثيفة، يجعلها أكثر عرضة للحرائق، وخاصة في ظل تأثيرات تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة.
وأشار “تيموثي إنجالسبي”، المدير التنفيذي لمؤسسة “فاير فايتر يونيتد فور سيفتي، إيثيكس أند إيكولوجي”، إلى أن المشكلة تكمن في عدم تحسب السلطات للتوسع الحضري بشكل سليم منذ عقود، رغم معرفة المخاطر المحتملة. كما كانت المجتمعات في مناطق مثل “باكِفيك باليسيدز” و”ألتا دينا” مبنية في سفوح الجبال القابلة للاشتعال، ما جعل مهمة الدفاع عنها صعبة للغاية.
قبل اندلاع الحرائق، كان من المفترض أن يتخذ أصحاب المنازل إجراءات وقائية مثل إزالة الأعشاب والشجيرات حول ممتلكاتهم لتقليل المخاطر. لكن العديد منهم لم يلتزموا بتطبيق هذه القوانين، خاصة في المناطق الراقية مثل “باكِفيك باليسيدز”، حيث كانت المنازل محاطة بالنباتات، وهو ما يزيد من سرعة انتشار الحرائق.
وأضاف التقرير أن النظام المائي في لوس أنجلوس لم يكن مُصممًا للتعامل مع عدة حرائق كبرى في نفس الوقت. حين اندلعت الحرائق، فشل النظام في تلبية الاحتياجات المتزايدة لرجال الإطفاء في مكافحة النيران، مما زاد من صعوبة المهمة.
الصحيفة اختتمت تقريرها بالإشارة إلى أن الحرائق في لوس أنجلوس كانت نتيجة لمجموعة من العوامل المعقدة، حيث تجلت عيوب التخطيط، مقاومة التغيير، والتحديات المناخية لتجعل من هذه الكارثة أكثر صعوبة من أي وقت مضى.