المجلس المركزي الفلسطيني يحدد أولويات المرحلة: مقاومة الإبادة وتوحيد القرار الوطني

إعداد: د. أحلام أبو السعود – سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية
في لحظة فارقة من تاريخ النضال الفلسطيني، أصدر المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بيانًا ختاميًا شاملاً عقب جلساته المنعقدة في رام الله، مؤكدًا فيه أن الأولوية الوطنية القصوى اليوم تتمثل في وقف العدوان والإبادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، ومشددًا على ضرورة إنهاء الاحتلال بكل أشكاله ومقاومة محاولات التهجير والضم وتهويد القدس.
أولويات وطنية وخيارات استراتيجية
جاء البيان ليعيد ترتيب الأولويات الفلسطينية في ظل الظروف الإقليمية والدولية المعقدة، مؤكدًا أن الحرب والسلم والمفاوضات ليست شأنًا فصائليًا، بل قرارًا وطنيًا عامًا لا بد أن تتولاه منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي صاحبة الولاية السياسية والقانونية.
وفي هذا السياق، ثمّن المجلس مواقف الدول والحكومات التي اعترفت بدولة فلسطين، داعيًا إلى تكثيف الحملة الدبلوماسية لضمان عضوية كاملة لدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
إعادة هيكلة النظام السياسي الفلسطيني
في خطوة لافتة، أعلن المجلس المركزي استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، في إطار ما وصفه بإعادة بناء وتفعيل المؤسسات الوطنية على أسس قانونية ووحدوية، مع التأكيد على وحدة الأرض الفلسطينية من البحر إلى النهر، وضرورة الالتزام بقانون واحد وسلاح واحد ونظام حكم واحد.
كما جدد المجلس الدعوة لإجراء الانتخابات العامة، الرئاسية والتشريعية، على كامل أرض دولة فلسطين، بما فيها القدس الشرقية، عندما تسمح الظروف بذلك.
المقاومة الشعبية والفتوى الدولية
أعاد البيان التأكيد على أن المقاومة الشعبية السلمية هي الوسيلة المثلى لتحقيق الأهداف الوطنية، مع الإشارة إلى أهمية تفعيل فتوى محكمة العدل الدولية التي طالبت بإنهاء الاحتلال خلال عام، باعتبارها وثيقة قانونية دولية تشكل سندًا استراتيجيًا في مسيرة التحرر.
رأيي كباحثة في الشؤون الفلسطينية
وفي هذا السياق أؤكد بدوري، أحلام أبو السعود، الباحثة في الشؤون الفلسطينية وسفيرة الإعلام العربي، وقوفي التام إلى جانب القيادة الفلسطينية الحكيمة.
إن ما جاء في البيان الختامي للمجلس المركزي يمثل نقلة نوعية في إعادة الاعتبار لمكانة منظمة التحرير كمرجعية عليا، وتجديدًا للتمسك بالثوابت الفلسطينية دون تفريط. لقد آن الأوان لتوحيد الصفوف وإنهاء الانقسام، والانطلاق بخطوات شجاعة نحو تحرير الإنسان والأرض معًا.
القيادة الفلسطينية اليوم تقف أمام تحدٍ مصيري، لكنها تُثبت مجددًا أنها تتعامل مع المرحلة بوعي ومسؤولية. ونحن كشخصيات وطنية ومثقفين عرب، نضع كل ثقلنا إلى جانب القيادة في معركتها السياسية والقانونية والميدانية، دفاعًا عن غزة الجريحة، والقدس المحاصرة، وعن الكرامة الفلسطينية التي لا تُقهر.
هذا البيان يشكل دعوة مفتوحة لكل الفصائل والقيادات والكوادر إلى الوقوف خلف مشروع وطني موحد، يجمع بين المقاومة والشرعية، بين الميدان والمنصة الدولية، ويؤسس لمرحلة جديدة من النضال الفلسطيني على أسس الوحدة والشراكة والمساءلة.
سفيرة الإعلام العربي
أحلام محمد أبو السعود