تهديدات وابتزاز على مدار خمس سنوات: قضية منار وحماية المرأة في مواجهة العنف الإلكتروني

كتبت/مريم مصطفى
منذ أكثر من خمس سنوات، تعرضت منار، شابة مصرية من محافظة الفيوم، لتهديدات مستمرة وابتزاز من شخص يدعى “هشام محمود كمال حمدون”، هذه القصة التي تتنوع فيها وسائل التهديد والتهويل لا تقتصر فقط على أخت منار، بل تعد نموذجًا لعنف إلكتروني متكرر في المجتمع المصري، حيث استغل هذا الشخص منصات التواصل الاجتماعي لتهديد حياتها وسمعتها، وفي ذات الوقت تم تجاهل محاولات العدالة القانونية لوقفه، لكن في النهاية، بعد سنوات من الصمت، تقرر منار أن ترفع صوتها، لتكون دافعًا للكشف عن العديد من النساء اللواتي يعانين في صمت.
خلفية القضية
“هشام محمود كمال حمدون” هو شخص من محافظة الفيوم، قدم نفسه على أنه يعمل في شركات كبرى مثل “جوجل” و”آبل” ويعطي كورسات برمجة، ومع بداية علاقته بمنار في عام 2019، سرعان ما تحول إلى شخص مستغل ومنتهك لحقوقها.
الابتزاز والتهديدات:
منذ أن فسخت منار خطوبتها منه، بدأ “هشام” في استخدام طرق متعددة للإساءة، بما في ذلك رسائل التهديد من أرقام هواتف غير مسجلة، حسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي، ومحاولات تشويه سمعتها على نطاق واسع، وقد قامت منار بتقديم العديد من البلاغات إلى الجهات المختصة، مثل الشرطة ومباحث الإنترنت، دون أن يتم اتخاذ أي إجراءات فعالة حتى الآن.
تحديات قانونية وعوائق:
رغم تقديم العديد من البلاغات ضد “هشام” إلى النيابة العامة وأجهزة الأمن، إلا أن تلك القضايا تم حفظها إدارية دون أي تحرك حقيقي لوقف تهديداته، هذا يشير إلى تحديات كبيرة تواجه النساء اللواتي يتعرضن للمضايقات في التعامل مع الأجهزة الأمنية والقضائية.
خطر غير مرئي:
القصة تتجاوز مجرد خلاف شخصي إلى قضية اجتماعية أكبر، وهي تأثير العنف الإلكتروني على النساء،و هذا النوع من العنف يمتد إلى تهديدات بالقتل، وتشويه السمعة، وانتشار الأكاذيب عبر الإنترنت، وهو ما يجعل الضحية في وضع نفسي معقد للغاية.
حماية أكبر للضحايا:
بالرغم من المحاولات القانونية التي بذلتها منار وأسرتها، ما زالت الظروف محاطة بتحديات كبيرة، حيث يستمر الشخص المهاجم في تهديدهم وابتزازهم دون أي تدخل حقيقي من الجهات المعنية،هذه القضية تطرح تساؤلات عن كيفية توفير حماية حقيقية للنساء اللاتي يتعرضن لهذا النوع من العنف.
ندعو جميع المؤسسات المعنية، سواء كانت حكومية أو حقوقية أو إعلامية، إلى أخذ هذا النوع من القضايا على محمل الجد والعمل على تفعيل القوانين الخاصة بحماية النساء من العنف الإلكتروني، وتأمين حياتهن وحقوقهن،منار اليوم تسرد قصتها بهدف تحفيز الجميع على التحرك بشكل فعال لمنع وقوع حوادث مشابهة، ولتكون هذه القضية نقطة تحول في مواجهة العنف الإلكتروني في مصر.