حماس تحتجز الأسيرات قرب محور خاضع لإسرائيل وتربك الجيش في قلب غزة
كتبت نور يوسف
أثار إطلاق حركة حماس سراح ثلاث أسيرات إسرائيليات يوم الأحد، ضمن اتفاق الهدنة مع إسرائيل، تساؤلات حول الموقع الذي احتجزت فيه الأسيرات داخل قطاع غزة. وبحسب تقارير إخبارية نقلاً عن مصادر إسرائيلية، انتشرت أنباء تفيد بأن حماس احتجزت الأسيرات في منطقة قريبة من محور “نتساريم”، الذي تسيطر عليه إسرائيل بالكامل منذ أكثر من عام، مما خلق حالة من الصدمة في الأوساط الإسرائيلية.
أقامت إسرائيل مواقع عسكرية وتجهيزات لوجستية في محور “نتساريم”، الذي يعد قاعدة لانطلاق عملياتها ضد المقاومة الفلسطينية في القطاع. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن حماس استطاعت استغلال الظروف الميدانية للاحتفاظ بالأسيرات بالقرب من هذه المنطقة، ما يؤكد قدرتها على المناورة حتى في الأماكن التي تسيطر عليها إسرائيل.
تولت فرق الصليب الأحمر الدولي مهمة تسلم المختطفات الثلاث من حماس ونقلهن إلى الجيش الإسرائيلي في محور “نتساريم”. ومن هناك، تم تسليمهن لعائلاتهن في منطقة التسليم داخل كيبوتس “رعيم”، قبل أن يتم نقلهن إلى داخل إسرائيل.
علق الصحافي الإسرائيلي أميت سيغال، من القناة ١٢، قائلًا: “يبدو أن الأسيرات كن محتجزات في منطقة الزيتون أو مدينة غزة، وهي مواقع قريبة للغاية من محور نتساريم الذي نفذ الجيش الإسرائيلي اقتحامات عديدة فيه”. وأضاف: “إسرائيل دفعت ثمنًا كبيرًا حتى الآن ضمن هذا الاتفاق”.
وسط هذه التطورات، شهدت منطقة “السرايا” في وسط مدينة غزة انتشارًا واسعًا لمسلحي حماس، الذين ظهروا بالعشرات وهم ملثمون ويحملون أسلحتهم بين السكان. ووفق القناة ١٢ الإسرائيلية، فإن هذا الانتشار يؤكد احتفاظ حماس بقوتها وسيطرتها الكاملة على القطاع رغم الحرب الطويلة.
ما حدث يسلط الضوء على قدرة حماس على إدارة عملياتها الميدانية والاحتفاظ بأسيرات في مواقع حساسة، ما يعد رسالة واضحة بأن المقاومة الفلسطينية لا تزال تمتلك زمام المبادرة في القطاع، رغم الضغوط العسكرية والسياسية.
