عرب و عالم

إسرائيل بين الانتصار والخيبة: ماذا وراء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟

كتبت نور يوسف 

بينما يسود الساحة الإسرائيلية جدل واسع حول نتائج اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تباينت الآراء حول ما إذا كانت إسرائيل قد حققت انتصارًا حاسمًا أم أنها فشلت في تحقيق أهدافها.

عقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تداول الصحافيون الإسرائيليون مشاهد لكتائب “القسام” في شوارع غزة، حيث ظهر العديد من مقاتلي “حماس” وهم يهتفون لهم من قبل السكان. الصحافي الإسرائيلي دانيال عمرام وصف المشهد قائلاً: “بعد عام وأربعة أشهر من القتال، مئات من مقاتلي “حماس” يجوبون شوارع غزة، بينما تهتف لهم الجماهير”، في إشارة إلى قدرة “حماس” على الصمود رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في الحرب.

وفي إطار تحليل الأوضاع، قال المعلق تسفي يحزقالي من قناة “i24News”: “بعد ١٥ شهرًا من القتال، نعيش واقعًا مؤلمًا، حيث لا تغيير في معادلات الحرب، و”حماس” ما زالت تفرح والمساعدات تدخل، بينما فقدنا العديد من الجنود ودمرنا الكثير من المنازل”. هذا الرأي يعكس حالة من الإحباط لدى قطاعات واسعة من الشعب الإسرائيلي.

في وقت لاحق، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير استقالته اعتراضًا على الاتفاق، وهو ما يعكس عمق الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية حول هذا الملف. الصحافي يانون يتاح أشار إلى أن استقالة بن غفير ستكون نافذة خلال ٤٨ ساعة، وسط تكهنات بتداعيات ذلك على استقرار الحكومة.

في موازاة ذلك، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن “حماس” قد رضخت للاتفاق بسبب الضغوط العسكرية والسياسية، رغم ادعاءات البعض بفشل العملية العسكرية. وأضاف في تصريحات لوسائل الإعلام الإسرائيلية: “لقد دمرنا قدرات “حماس” وعزلناها، وهذا هو السبب في موافقتها على صفقة تبادل الأسرى”.

وفقًا للاتفاق، سيتم إطلاق سراح ٣٣ رهينة إسرائيليًا مقابل ١٩٠٤ أسرى فلسطينيين. في خطوة تنفيذية، أعلنت “كتائب القسام” عن إطلاق سراح أول ثلاث أسيرات إسرائيليات في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، في وقت ينتظر فيه الفلسطينيون الإفراج عن ٩٠ أسيرًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية.

بينما يظل الاتفاق في مرحلة التنفيذ الأولى، يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه الخطوة إلى إحداث تغيير طويل الأمد في موازين القوة في غزة؟ أم أن المرحلة الثانية من المفاوضات ستكشف عن المزيد من التحديات والتعقيدات التي قد تؤثر على نتائج هذا الاتفاق؟

إسرائيل وحماس تتواجهان في ميدان الدبلوماسية بعد حرب دامت أكثر من عام ونصف، ولا يبدو أن هذه اللحظة ستكون الأخيرة في مسلسل طويل من المفاوضات والصراعات.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى