عرب و عالم

صورة طاولة فارغة تثير الجدل: حماس تقلب المعادلة في صفقة الرهائن

كتبت نور يوسف 

أثارت صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية اهتمامًا واسعًا، حيث ظهرت طاولة وكرسيان فارغان يقف خلفهما مسلحون من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. ووفقًا لما تناقله الناشطون، الصورة تعود لموقع تسليم ثلاث رهائن إسرائيليات بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. 

تكهن رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول الرسالة التي أرادت حماس إيصالها من خلال الصورة. ورأى البعض أنها تشير إلى أن الصفقة جاءت عبر طاولة الحوار لا الضغط العسكري، بينما اعتبر آخرون أنها محاولة لإظهار “القوة” بعد الخسائر التي تعرض لها القطاع.  

رغم أهمية الصفقة، تذكّر النشطاء بالثمن الباهظ للصراع، حيث استمرت المواجهات لمدة ١٥ شهرًا، وأسفرت عن مقتل ٤٦ ألف شخص وإصابة أكثر من ١١٠ آلاف آخرين وأكثر من ١٠ آلاف مفقود، إلى جانب الدمار الكبير الذي لحق بقطاع غزة. 

بعد جهود وساطة طويلة من الولايات المتحدة، مصر، وقطر، تم الإعلان الأربعاء الماضي عن اتفاق لوقف إطلاق النار. وشملت المرحلة الأولى إطلاق سراح ٣٣ رهينة إسرائيلية مقابل ١٩٠٤ أسرى فلسطينيين، إضافة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في غزة. 

من الجانب الإسرائيلي، اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن حماس اضطرت للقبول بشروط الاتفاق بعد تعرضها لضربات عسكرية موجعة. وقال: “حماس قبلت ما رفضته في الماضي، لكنها الآن معزولة”. وأكد أن إسرائيل تحتفظ بحقها في استئناف الحرب إذا لم تحقق المرحلة الثانية من الاتفاق أهدافها.  

تتجه الأنظار إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي من المرتقب أن تبدأ بعد ١٦ يومًا من المرحلة الأولى. ويدور الحديث عن مزيد من التفاهمات لتثبيت الهدنة وسط أجواء من الترقب والحذر من كلا الطرفين.  

بين الحوار والقوة، تبقى الصورة التي أثارت الجدل عنوانًا لما قد يكون مرحلة جديدة في الصراع، حيث تمتزج السياسة بالمقاومة والدمار بالأمل، وسط صراع طويل الأمد يثقل كاهل الجميع.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى