هدنة هشة .. رسائل متبادلة بين حماس وإسرائيل تُعيد رسم المشهد

كتبت/ فاطمة محمد 

مع دخول الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس يومها الثاني، تتشابك الرسائل السياسية والعسكرية بين الطرفين، حيث يسعى كل جانب لترسيخ رواية النصر وسط تحديات قد تُعيد الحرب للساحة.

حماس: استعراض قوة ورسائل مزدوجة

خرجت حماس لاستعراض قوتها وسط أنقاض المناطق المدمرة، نشرت وحداتها العسكرية وسلّمت ٣ محتجزات إسرائيليات مما شكّل رسالة واضحة بقدرتها على فرض سيطرتها.

يصف سلمان أبو دقة، محرر الشؤون الفلسطينية في “سكاي نيوز عربية”، هذا الاستعراض بأنه “رسالة مزدوجة” تؤكد على القبضة الداخلية، وإبراز القوة أمام إسرائيل والعالم.

وأضاف أن تاريخ 7 أكتوبر بات ذريعة لإسرائيل لتبرير ضرباتها، بينما تستخدمه حماس لإعادة ترتيب صفوفها رغم الخسائر.

إسرائيل: الشعارات تتهاوى أمام الواقع

على الجانب الإسرائيلي، تشير تقارير لأن الحرب لم تحقق أهدافها المعلنة،

حيث أوضحت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن وقف إطلاق النار جاء دون القضاء الكامل على حماس، رغم القوة النارية الهائلة.

ووصف نضال كناعنة، محرر الشؤون الإسرائيلية بـ”سكاي نيوز عربية”، الوضع بـ”فشل استراتيجي”، حيث لم تفلح العمليات الجوية المكثفة في القضاء على تنظيم عقائدي مثل حماس.

وأشار كناعنة لـ تصاعد الدعوات داخل اليمين الإسرائيلي لتغيير القيادة العسكرية والعودة للقتال، لكنه اعتبر هذا الخيار معقدًا في ظل الضغوط المحلية والدولية.

الدور الأميركي: ضامن هش

الدور الأميركي يظل حاسمًا، إذ صرّح مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والدس، بأن “حماس لن تحكم غزة مجددًا”، مع استعداد واشنطن لدعم إسرائيل في حال انهيار الهدنة.

من جهته، يرى إبراهيم المدهون، مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام، أن الولايات المتحدة باتت الضامن الرئيسي للتهدئة، بالتنسيق مع دول إقليمية مثل مصر وقطر.

رغم استمرار الهدنة، تواجه حماس تحديات إعادة بناء قدراتها العسكرية، بينما تعاني إسرائيل من ضغوط سياسية داخلية بسبب فشل استراتيجيتها.

الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت الهدنة مقدمة لحل شامل أم مجرد استراحة تسبق جولة جديدة من التصعيد.