غزة تستفيق على الدمار.. فرحة الهدنة الأولى تخفي قلق الفلسطينيين مما هو قادم

كتبت/ فاطمة محمد 

فور الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، تدفق الفلسطينيون لـ شوارع غزة للاحتفال لكن سرعان ما تبددت فرحتهم عندما اكتشفوا حجم الدمار الذي طال أحيائهم.

في بلدة جباليا شمال غزة، أكبر مخيم للاجئين بالقطاع، أظهرت الصور ومقاطع الفيديو تحول مناطق بأكملها إلى أنقاض

دعاء الخالدي، التي نجت مع طفلتها، وصفت مأساتها قائلة: “ما زالت جثث زوجي وحماتي وشقيقة زوجي مدفونة تحت الركام منذ التاسع من أكتوبر، كل ما أريده الآن هو دفنهم بكرامة”.

جباليا، التي تأوي أكثر من 250 ألف فلسطيني، كانت مسرحًا لأعنف العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب، حيث استشهد فيها نحو 4000 شهيد، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

قصص الألم والخسارة

حسين عودة، لاعب رفع أثقال محترف، عاد لـ جباليا ليكتشف حجم الكارثة وفقدانه 10 أفراد من عائلته،

كتب: “بعد 100 يوم، تمكنت أخيراً من دفن عائلتي بكرامة، الحرب قتلت كل شيء جميل في حياتنا”

موثّقًا المأساة بـمقطع فيديو أظهر حجم الدمار الذي طال منزله ذو الثلاثة طوابق و “چيم”

في خان يونس جنوب القطاع، كانت الأجواء أقل احتفالية حيث جاب الشوارع مجاهدون من حماس وسط الهتافات، بينما ارتدى رجال الشرطة زيّهم بعد شهور من التخفّي، 

أحمد أبو أيهم، أحد سكان المدينة، قال: “الوضع مروع، الوقت ليس للاحتفال، نحن بحاجة لـ وقت للبكاء ومعانقة بعضنا البعض”.

رفح .. جرح الجنوب المفتوح

عانت رفح من دمار كبير، عبّر السكان عن آمالهم بالعودة لـ منازلهم بكلمات مؤثرة

محمد سليمان قال: “الحمد لله على دخول الهدنة حيز التنفيذ، نأمل أن تتغير الأمور للأفضل”

 لكن محمد الجمل، الصحفي بصحيفة الأيام، تحدث عن خسارته قائلاً: “منزلنا تحول إلى أنقاض، وكل شيء جميل أصبح من الماضي”.

هدنة هشة ومخاوف مستمرة

على الرغم من بدء سريان وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل اخلّت به منذ اللحظة الأولى، حيث تأخروا في تنفيذه ثلاث ساعات، شهد خلالها الفلسطينيين ضربات إسرائيلية استشهد على إثرها 19 فلسطينيًا.

وفي اليوم الأول للاتفاق، أُفرج عن ثلاث رهائن إسرائيليات مقابل 90 فلسطيني كجزء من مرحلة أولى تستمر ستة أسابيع، ومع ذلك، لا تزال مخاوف انهيار الهدنة قائمة في ظل التجربة المريرة التي عاشها سكان القطاع.