رحلة الإسراء والمعراج: دروس ومعجزات تخلد في ذاكرة الإنسانية

كتب:مريم مصطفى
رحلة الإسراء والمعراج ليست حدثًا عاديًا، بل معجزة إلهية خصّ بها الله سبحانه وتعالى نبيه محمدًا ﷺ،وتأتي هذه الرحلة المباركة كمنحة إلهية في وقت كان النبي ﷺ يعاني فيه من أصعب الظروف، بعد وفاة زوجته السيدة خديجة وعمه أبي طالب، وعند عودته من الطائف مثقلًا بالهموم.
في تلك اللحظات الحالكة، أراد الله أن يرفع من معنويات نبيه الكريم، فكانت رحلة الإسراء والمعراج التي حملت للنبي ولأمته دروسًا عظيمة وإشارات إيمانية تؤكد عظمة الإسلام وكرامة النبي محمد ﷺ.
معنى الإسراء والمعراج
الإسراء: انتقال النبي ﷺ من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، في جزء من الليل.
المعراج: صعود النبي ﷺ من بيت المقدس إلى السماوات السبع وما فوقها، حيث بلغ سدرة المنتهى ورأى من آيات الله الكبرى.
دليل القرآن والسنة
أشار القرآن الكريم إلى الإسراء بوضوح في قوله تعالى:
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَىٰ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} (الإسراء: 1)،
أما المعراج، فقد وردت تفاصيله في الأحاديث النبوية الصحيحة التي رواها الصحابة، والتي تلقتها الأمة بالقبول والإجلال.
تفاصيل الرحلة المباركة
وفق ما ورد عن النبي ﷺ، بدأت الرحلة بإحضار البراق، دابة بيضاء تفوق الحمار حجمًا ودون البغل، لينقله إلى المسجد الأقصى. هناك صلى النبي إمامًا بالأنبياء، ثم بدأ مع جبريل عليه السلام رحلة الصعود إلى السماوات السبع، حيث التقى بعدد من الأنبياء مثل آدم، وعيسى، وموسى، وإبراهيم عليهم السلام.
عند سدرة المنتهى، أكرم الله نبيه برؤية الجنة والنار وفرض الصلاة على الأمة الإسلامية،و كانت الصلاة في البداية خمسين صلاة يوميًا، ولكن بعد شفاعة النبي ﷺ ومراجعته لله، خُففت إلى خمس صلوات مع بقاء أجرها مضاعفًا إلى خمسين.
معجزات ودروس من الرحلة
1. مكانة الصلاة في الإسلام: فرض الصلاة مباشرة من الله عز وجل، دون واسطة، يدل على مكانتها العظيمة.
2. ارتباط المسجد الأقصى بالإسلام: يؤكد هذا الحدث على مكانة القدس في قلوب المسلمين.
3. التكريم الإلهي للنبي ﷺ: هذه الرحلة تكريم للنبي واعتراف بمكانته كخاتم الأنبياء.
4. تذكير بعظمة الله وآياته الكبرى: رأى النبي من عجائب السماوات والأرض ما يعجز الوصف عنه، لتكون دليلًا على قدرة الله عز وجل.
الإسراء والمعراج: معجزة خالدة
تظل رحلة الإسراء والمعراج حدثًا عظيمًا تخلد في ذاكرة الأمة الإسلامية، تعلّمنا أهمية التمسك بالدين، وتمنحنا أملًا وثقة برحمة الله وعدله،و ومن خلال تفاصيلها الدقيقة، ندرك أهمية الإيمان والصبر في مواجهة المحن، لأن الله دائمًا مع عباده المؤمنين.
فلنتأمل في هذه الرحلة المباركة، ونجعل من دروسها مصدر إلهام لنا في حياتنا اليومية.