طريق العودة يفتح أبوابه.. آلاف النازحين يعودون إلى شمال غزة

كتبت نور يوسف
أكدت القاهرة الإخبارية أن آلاف النازحين الفلسطينيين بدأوا بالعودة إلى شمال قطاع غزة، بعد تفاهمات تم التوصل إليها بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية.
الاتفاق الجديد تضمن خطوات هامة، أبرزها موافقة حركة حماس على تسليم “أربيل يهود” واثنين من المحتجزين قبل يوم الجمعة المقبل، بالإضافة إلى تسليم ثلاثة محتجزين آخرين يوم السبت القادم. كما تم الاتفاق على تقديم معلومات حول أعداد المحتجزين الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى.
من جهة أخرى، ستقوم السلطات الإسرائيلية، ابتداءً من اليوم الإثنين، بتمكين عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله. كما سيتم تقديم قائمة أسبوعية بأسماء ٤٠٠ شخص من الذين اعتقلوا منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، تمهيدًا للإفراج عنهم تدريجيًا.
بموجب التفاهمات، تم فتح شارع الرشيد أمام المشاة فقط، مع حظر مرور المركبات. أما شارع صلاح الدين، فقد تم فتحه للمركبات في اتجاه واحد من الجنوب إلى الشمال، اعتبارًا من الساعة ٩ صباحًا، مع إخضاع جميع المركبات للفحص قبل المرور.
الدفاع المدني الفلسطيني والمنظمات الأممية أصدرت تعليمات مشددة للنازحين بضرورة الالتزام بالطرق المحددة، وتجنب التعامل مع أي مخلفات للحرب أو الجثامين، حفاظًا على سلامتهم، ولإتاحة الفرصة للجهات المختصة للتعامل مع هذه المخلفات بشكل آمن.
وتُعد هذه العودة هي الأولى للفلسطينيين إلى شمال غزة بعد أي عملية تهجير تعرضوا لها منذ النكبة عام ١٩٤٨، وهو ما يُمثل ضربة قوية لخطط الاحتلال الإسرائيلي التي سعت على مدار عقود إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين، وخاصة خلال العدوان الأخير. هذه العودة تُفشل عمليًا ما وصفه المراقبون بـ”خطة الجنرالات”، التي كانت تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا جنوبًا وإحداث تغيير ديموغرافي في القطاع، ما يعكس صمود الشعب الفلسطيني وقدرته على إحباط المخططات الإسرائيلية رغم كل التحديات.
فقد شهد قطاع غزة محاولات إسرائيلية عديدة لإحداث تغييرات جغرافية وديموغرافية على الأرض، أبرزها فصل القطاع إلى شطرين عبر محور “نتساريم”، الذي اعتبرته إسرائيل في حينه إنجازًا استراتيجيًا و”نصرًا عسكريًا”، حيث سعت من خلاله إلى تقسيم القطاع وفرض سيطرة ميدانية تُسهّل تنفيذ مخططاتها. ولكن هذه العودة الكبيرة للنازحين إلى شمال غزة تُفشل تلك الرؤية الإسرائيلية، وتُعيد توحيد القطاع في وجه محاولات الاحتلال لفرض واقع جديد يخدم أجندته الاستيطانية والتوسعية.