عرب و عالم

عودة النازحين لشمال غزة.. رسالة أمل وصمود في وجه التحديات

كتبت/ فاطمة محمد 

مع إعلان حركة حماس عودة النازحين الفلسطينيين لـشمال قطاع غزة واعتبارها “انتصارًا للشعب الفلسطيني”، يبرز الجدل حول أبعاد هذه الخطوة وتداعياتها في ظل تعقيدات سياسية وعسكرية متشابكة.

رؤية فلسطينية: التمسك بالأرض رغم الدمار

وصفت حركة حماس، على لسان عزت الرشق، مشهد عودة النازحين بأنه فشل استراتيجي لإسرائيل وتحطيم لمخططات التهجير الجماعي.

من جانبه، أكد الكاتب والباحث السياسي جمال زقوت أن عودة الفلسطينيين رغم الدمار تعكس إصراراً على التمسك بالأرض، مشيرًا لتجربة الفلسطينيين الذين اقتُلِعوا من أرضهم في عام 1948

وأوضح زقوت أن العودة لـمنازل تفتقر الخدمات الأساسية تمثل تحديًا وإصرارًا على مقاومة مشاريع التهجير الإسرائيلية.

وأضاف زقوت أن هذه العودة الجماعية تُعد هزيمة لمشاريع الاستيطان الإسرائيلي، مشددًا على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة التحديات، داعيًا لإجراء انتخابات وتأسيس مؤسسات وطنية قوية لبناء دولة فلسطينية مستقلة.

على الجانب الآخر، أظهرت ردود الفعل تباينًا واضحًا، حيث يسرائيل كاتس أشار لاستمرار التزام تل أبيب بوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن “العودة لـواقع ما قبل 7 أكتوبر لن تحدث”.

وانتقد وزير الأمن السابق إيتمار بن غفير السماح بعودة النازحين، واصفًا الخطوة بـ”الاستسلام الكامل”، ودعا لاستئناف العمليات العسكرية في غزة.

ووفقًا لكبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي يوحنان تسوريف، فإن عودة النازحين تثير جدل بالداخل الإسرائيلي

ويرى تسوريف أن الموقف الرسمي الإسرائيلي يشير لضعف حركة حماس عسكريًا بعد أحداث 7 أكتوبر، لكنه اعتبر الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين تعزيز مكانة حماس أمام جمهورها.

على الصعيد الدولي، أكد جمال زقوت أن الأحداث الأخيرة تفرض على الولايات المتحدة والدول الغربية إعادة تقييم سياساتها تجاه دعم إسرائيل، مشيرًا لأن المخططات الإسرائيلية الأخيرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وليس الدفاع عن أمنها فقط.

وفي ظل هذا الصراع الممتد، يبقى المستقبل مفتوحًا على احتمالات عدة، حيث قد تكون هذه العودة بداية لتغيير استراتيجي، أو مجرد استراحة مؤقتة في صراع لا يبدو أنه سينتهي قريباً.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى