حماس: الاحتلال قتل أسراه بقصف متعمد والتبادل هو الطريق الوحيد لعودة البقية أحياء

كتبت نور يوسف
في مشهد يحمل رسائل متعددة، تسلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الخميس، جثامين أربعة أسرى إسرائيليين في قطاع غزة ضمن بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ في ١٩ يناير/كانون الثاني الماضي بوساطة مصرية وقطرية ودعم أميركي. الاتفاق يمتد لثلاث مراحل، تستمر كل منها ٤٢ يومًا، بينما لا تزال إسرائيل تماطل في بدء مفاوضات المرحلة الثانية.
في تصريحات أكد أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- أن الأسرى كانوا جميعًا على قيد الحياة قبل أن تستهدفهم طائرات الاحتلال الصهيوني بشكل متعمد، بقصف أماكن احتجازهم. وفي لافتة لافتة للنظر، كُتبت عبارة: “عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت”، في إشارة إلى مصير بقية الأسرى إذا قررت الحكومة الإسرائيلية العودة للتصعيد العسكري.
وفي تسليم الأسرى، خمس سيارات تابعة للصليب الأحمر دخلت إلى موقع التسليم في مقبرة الشهداء بمنطقة بني سهيلا بخان يونس جنوبي القطاع. بعد توقيع وثيقة رسمية مع ممثل عن المقاومة، تسلم الصليب الأحمر أربعة توابيت، حمل كل منها صورة واسم الأسير وتاريخ مقتله، مرفقة بعبارة: “قُتل على يد جيش الاحتلال”.
ياردن بيباس، الذي أُسر خلال عملية “طوفان الأقصى” في ٧ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٣، نُقل إلى غزة برفقة زوجته شيري وطفليهما كفير وأرئيل. وبحسب مصدر في كتائب المجاهدين، كانت شيري تعمل بمكتب قائد المنطقة الجنوبية ومتدربة في الوحدة ١٢٠٠. تم تأمينها وأطفالها في منزل محصن، إلا أن طائرات الاحتلال استهدفت المنزل بصاروخ من طراز “إف ١٦”، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
أما الأسير عوديد ليفشتس، فكان يبلغ من العمر ٨٥ عامًا وقت أسره. سيتم نقل جثامين الأسرى إلى معهد الطب الشرعي في “أبو كبير” جنوب تل أبيب لإجراء فحوصات دقيقة تشمل اختبارات الحمض النووي والتصوير بالأشعة الطبقية، وقد يستغرق التشخيص يومًا أو أكثر.
فيما كانت هناك أنباء عن نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حضور مراسم استقبال الجثامين، أفادت القناة ١٢ الإسرائيلية بأنه تراجع عن الحضور في اللحظات الأخيرة. وقد صرح نتنياهو قائلاً: “إسرائيل تمر بيوم صعب وحزين. قلبي يتمزق، ويجب أن يتمزق قلب العالم أجمع”.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٣ وحتى ١٩ يناير/كانون الثاني ٢٠٢٥، ارتكبت قوات الاحتلال مجازر دموية في غزة خلفت أكثر من ١٥٩ ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من ١٤ ألف مفقود، ما جعل القطاع يشهد إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وسط هذه التطورات، تؤكد حماس أن التبادل يظل الطريق الوحيد لعودة الأسرى الإسرائيليين أحياء، محذرة من أن أي محاولة للعودة إلى الحرب لن تسفر سوى عن المزيد من الخسائر في الأرواح.