حماس تسلّم أسيرين إسرائيليين وتبعث برسائل قوية لإسرائيل في الدفعة السابعة من تبادل الأسرى

كتبت نور يوسف
في مشهد حمل الكثير من الرسائل والدلالات، سلّمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، صباح السبت، اثنين من الأسرى الإسرائيليين إلى مسؤولي الصليب الأحمر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ضمن الدفعة السابعة من عملية تبادل الأسرى والمعتقلين.
وشهدت ساحة التسليم رفع لافتات بارزة تحمل شعارات قوية، من بينها: “اخلع حذاءك فكل شبر من هذه الأرض روى بدماء الشهداء”، إلى جانب جملة مقتبسة من بيت شعر للشاعر المصري أحمد شوقي: “وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق”، وهي العبارة التي طالما رددها يحيى السنوار. كما تزينت المنصة بصور قبة الصخرة، والسهم الأحمر المقلوب الذي استخدمته عناصر حماس أثناء استهدافها للدبابات الإسرائيلية، إلى جانب صورة حديثة للسنوار خلال المعارك.
الأسير الأول هو أفيرا منغستو، البالغ من العمر ٣٦ عامًا، والذي أُسر هو و٣ آخرون في السابع من سبتمبر عام ٢٠١٤ بعد تسلله للسياج الفاصل شمالي قطاع غزة. وُلد منغستو في إثيوبيا، وهاجرت عائلته إلى إسرائيل عندما كان عمره ٥ سنوات، حيث استقرت في مدينة عسقلان. عُرف عن منغستو معاناته من اضطرابات نفسية، ما دفع الجيش الإسرائيلي لتسريحه من الخدمة. وقد اتهمت عائلته الحكومة الإسرائيلية مرارًا بإهماله لأسباب عنصرية تتعلق بأصوله الإثيوبية. اللافت أن كتائب القسام صرحت بعد ٥ سنوات من أسره بأن إسرائيل لم تبذل أي جهود جدية لاستعادته عبر الوسطاء.
أما الأسير الثاني، تال شوهام، البالغ من العمر ٤٠ عامًا، فقد تم أسره من كيبوتس بئيري في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ خلال عملية “طوفان الأقصى”.
ومن المنتظر أن يتم الإفراج عن أربعة أسرى إسرائيليين آخرين في وقت لاحق اليوم في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة، ليكتمل بذلك عدد الأسرى المفرج عنهم ضمن هذه الدفعة.
حملت لافتات المنصة رسائل مباشرة لإسرائيل، أبرزها العبارة: “نحن الطوفان.. نحن البأس الشديد”، في إشارة إلى عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر. كما ظهرت صور السهم الأحمر المقلوب الذي أصبح رمزًا لاستهداف الدبابات الإسرائيلية.
مشهد التسليم لم يكن مجرد خطوة في عملية تبادل الأسرى، بل جاء محمّلًا بإشارات سياسية وعسكرية، تؤكد استمرار معركة الوعي والرموز بين المقاومة وإسرائيل.