رغم الدمار والحصار.. طلاب غزة يعودون إلى المدارس حاملين أحلامهم بين أنقاض الحرب

كتبت نور يوسف
في مشهد يجسد صمودًا استثنائيًا وسط الدمار، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، أمس الأحد، انطلاق العام الدراسي الجديد ٢٠٢٤/٢٠٢٥ في قطاع غزة، للمرة الأولى منذ الحرب الإسرائيلية في أكتوبر ٢٠٢٣. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في مدرسة “النصر النموذجية” بمدينة غزة، حيث انتظم مئات الآلاف من التلاميذ في فصول تعليمية أقيمت وسط الركام، وفي خيام ونقاط تعليمية بديلة أنشأتها الوزارة لتعويض النقص الحاد في المباني المدرسية.
أكثر من ٨٠٪ من المدارس في قطاع غزة تعرضت للدمار الكامل أو الجزئي خلال الحرب الأخيرة، ما أجبر الوزارة على إنشاء نقاط تعليمية بديلة وخيام لضمان استمرار التعليم الوجاهي. وقد وصل الطلبة إلى مواقع الدراسة دون ارتداء الزي المدرسي، في مشهد يعكس حجم المعاناة، بسبب عدم توفر الزي أو الكتب والدفاتر المدرسية نتيجة الحصار ونقص الموارد.
وزارة التربية والتعليم أكدت التزامها الكامل بضمان حق التعليم لجميع الطلبة، من خلال المدارس القائمة التي خضعت للترميم والتجهيز، إضافة إلى استمرار تقديم التعليم عن بُعد للطلبة غير القادرين على الحضور إلى المدارس. كما دعت الوزارة المعلمين وأولياء الأمور إلى التكاتف لإنجاح العام الدراسي، مشددة على ضرورة توفير الغرف الصفية التي ما تزال تشغلها العائلات النازحة، لضمان استيعاب جميع الطلبة.
طالبت الوزارة المؤسسات الدولية والأممية المعنية بحقوق الإنسان بالتدخل العاجل لدعم قطاع التعليم في غزة، والضغط على الاحتلال للسماح بإدخال مواد إعادة الإعمار، والقرطاسية، والأثاث المدرسي. وأشارت الوزارة إلى أن استمرار العملية التعليمية بشكل طبيعي يتطلب دعمًا فوريًا لإعادة بناء ما دمرته الحرب.
رغم التحديات، عاد الطلبة إلى مقاعد الدراسة وسط أجواء من الإصرار والتفاؤل. فبين جدران مهدمة وفصول مؤقتة، يواصل أطفال غزة تعليمهم حاملين معهم أحلامًا بمستقبل أفضل، مؤمنين بأن العلم هو السبيل الوحيد لمواجهة آثار الحرب وصناعة غدٍ مشرق.