تعقيبا على مقال ألون بن مائير: بين خطط الاحتلال ومسؤولية العرب

كتبت الباحثة في الشؤون الفلسطينية سفيرة الإعلام العربي د. أحلام أبو السعود
يطرح الكاتب الإسرائيلي ألون بن مائير تحذيرًا واضحًا من العواقب الكارثية لمخططات ترامب ونتنياهو ضد غزة والشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى ضرورة أن تتخذ الدول العربية موقفًا صارمًا إزاء هذه التهديدات. ورغم أن حديثه يبدو عقلانيًا، إلا أن الحقيقة الثابتة هي أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكن يومًا صديقًا للعرب، ولم يحترم أي اتفاقية أو عهد منذ نشأته، بل هو كيان قائم على العدوان والتوسع والاضطهاد.
العبرة التي يجب أن نستخلصها من هذا المقال، أن العرب لا يزالون يراهنون على السراب، فمن يعتقد أن إسرائيل تبحث عن سلام حقيقي أو أن واشنطن ستقف إلى جانب الحقوق العربية فهو واهم. لم يكن هناك سلام يومًا مع إسرائيل، بل كانت هناك استراحة محارب تستغلها لتوسيع مستوطناتها، تهويد مقدساتنا، وقتل أهلنا بدم بارد.
أما حكام العرب الذين يلهثون وراء التطبيع، فعليهم أن يدركوا أن هذا المسار لن يجلب لهم الأمن ولا الاستقرار، بل سيجعلهم ألعوبة في يد عدو لا عهد له، عدو قتل الأنبياء ونقض المواثيق. إن الرهان على الحماية الأمريكية أو الاستفادة من العلاقات مع إسرائيل هو انتحار سياسي، لأن التاريخ يشهد أن من يتعامل مع هذا الكيان المحتل لا يجني سوى الخسارة والخذلان.
نصيحة للحكام العرب:
إن التطبيع مع إسرائيل ليس خيارًا استراتيجيًا، بل هو سقوط في مستنقع التبعية والانبطاح. وحدها الوحدة العربية، ودعم القضية الفلسطينية دون تردد، ورفض أي مخطط لتصفية الحقوق المشروعة، هو ما سيحفظ هيبة الدول العربية ومصالحها. إذا لم يتخذ القادة العرب موقفًا حاسمًا الآن، فسيندمون حين لا ينفع الندم، وستكون العواقب وخيمة على الجميع.