عودة طال انتظارها: التنسيق المصري يفتح الطريق أمام النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة

كتبت نور يوسف
في خطوة تؤكد دور الوساطة المصرية، بدأ صباح اليوم الإثنين عبور آلاف النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، بعد تفاهمات جرت بوساطة مصرية وقطرية، لتخفيف الأزمة الإنسانية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي المستمر.
أعلنت حركة حماس في بيان لها عن الدور المحوري الذي لعبته مصر في تسهيل عملية العبور عبر طريق “صلاح الدين”، حيث أكدت أن حركة المركبات لن تتم إلا بعد التنسيق مع الجهات المصرية، التي ستكون متواجدة بين الساعة السابعة والثامنة صباحًا لضمان سير الأمور بشكل منظم. وفي هذا السياق، أشارت الحركة إلى أنه لن يتم البدء في سير المركبات إلا بإشارة رسمية من الوسطاء المصريين، وذلك في إشارة إلى تأكيد التعاون الكامل بين الأجهزة الأمنية المصرية والفلسطينية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن ليل الأحد أنه سيسمح بعودة السكان سيرًا على الأقدام إلى شمال القطاع عبر طريق “نتساريم” وشارع الرشيد (طريق البحر) اعتبارًا من الساعة السابعة صباحًا. كما سيسمح بمرور المركبات من خلال شارع صلاح الدين بدءًا من الساعة التاسعة صباحًا، بعد فحصها لضمان عدم حملها لأية مواد خطرة.
فيما يتعلق بشارع الرشيد، حذر البيان الفلسطيني من أن الاحتلال لن يتسامح مع أي محاولة لمرور مركبات أو شاحنات أو وسائل نقل أخرى عبر الطريق، مهددًا باستهدافها إذا اشتبه في حملها أسلحة. ودعا الفلسطينيين إلى الالتزام الصارم بالتعليمات، وتجنب أي تصرف قد يعرضهم للمخاطر.
في وقت لاحق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عن التوصل إلى اتفاق يقضي بتسليم حركة حماس للرهينة الإسرائيلي “أربيل يهود” مع اثنين من المحتجزين قبل يوم الجمعة، وتسليم ثلاثة رهائن آخرين يوم السبت المقبل. في المقابل، ستسمح إسرائيل بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، إلى جانب تسليم قائمة أسبوعية بأسماء ٤٠٠ معتقل من الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.
الوساطة المصرية والقطرية تبرز مجددًا كعامل رئيسي في تحسين الوضع الإنساني في غزة، حيث تأمل الأطراف المعنية أن تستمر هذه التفاهمات في تحقيق استقرار نسبي، وتساهم في التخفيف من المعاناة الكبيرة التي يعيشها السكان الفلسطينيون في ظل الحصار والعدوان المستمر.