فن ومشاهير

“اليد الخفية” لوحة تكشف الستار عن صُنّاع الفوضى وسرقة الأوطان

“سها البغدادي 

 الفن ليس مجرد ألوان وأشكال، بل هو رسالة تعكس الواقع وتحفّز الفكر. لهذا، جاءت لوحة “اليد الخفية” كصرخة بصرية ضد القوى الخفية التي تدمر الأوطان تحت ستار المقاومة، لتصبح واحدة من أكثر أعمال الفنان أشرف كمال مع الصحفية سها البغدادي إثارةً للجدل، حيث جسّد فيها معاناة الشعوب العربية وصراعها من أجل الحرية والسلام.

 فكرة اللوحة:

تعكس اللوحة واقعًا مريرًا تمر به العديد من الدول العربية، حيث تتلاعب قوى خفية بمصير الشعوب من خلال استخدام عناصر متطرفة تدّعي المقاومة والجهاد، لكنها في الواقع مجرد أدوات لنشر الفوضى والدمار. توضح اللوحة كيف تؤدي هذه الأجندات إلى التهجير الجماعي، والقتل، وسرقة الثروات الوطنية، بينما تستيقظ الشعوب أخيرًا لمقاومة هذا الخراب والمطالبة بالسلام.

 العناصر البصرية في اللوحة:

أ. اليد الخفية:

تمثل قوى خارجية أو داخلية مجهولة تدير الأحداث من خلف الستار.

تظهر على شكل يد ضخمة تمتد من الظلام، ممسكة بخيوط تحرك شخصيات متطرفة كدمى على المسرح.

الأصابع حادة أو مشوهة، مما يرمز إلى الشر والفساد.

ب. العناصر المتطرفة:

أشخاص مقنعون أو يحملون رايات وشعارات زائفة، تبدو عليهم ملامح الوحشية.

في أيديهم أسلحة أو كتب مشوهة، في إشارة إلى تحريف القيم والمعتقدات لاستخدامها كأداة لتبرير العنف.

وجوههم غامضة، مما يدل على أنهم أدوات بلا هوية حقيقية، تحركهم أيادٍ خفية.

ج. مشاهد الدمار والتهجير:

مدن مدمرة، مبانٍ محترقة، وطرق فارغة تعكس خراب الأوطان.

طوابير من اللاجئين يجرّون أمتعتهم في صمت، في إشارة إلى التهجير القسري.

بحار مليئة بقوارب الهجرة غير الشرعية، حيث تغرق قوارب صغيرة وسط الأمواج الهائجة.

د. نهب الثروات:

تظهر شاحنات أو طائرات تحمل صناديق مكتوب عليها “النفط”، “المعادن”، “الآثار”، ترمز إلى سرقة الثروات الوطنية.

رجال أعمال أو سياسيون يجلسون حول طاولة، يوزعون هذه الثروات بينهم، في مشهد يوحي بالتواطؤ.

هـ. ثورة الشعوب والمطالبة بالسلام:

على أحد جانبي اللوحة، تبدأ ملامح فجر جديد بالظهور، حيث يخرج الناس في مظاهرات سلمية.

يحملون لافتات تدعو للسلام، وتدوس أقدامهم على رايات الإرهاب، مما يرمز إلى وعيهم وإصرارهم على استعادة أوطانهم.

في الخلفية، يظهر مشهد لطفل يرفع غصن زيتون، إشارة إلى الأمل في مستقبل أفضل.

 الألوان والرمزية:

الأسود والرمادي الداكن: يطغيان على المشهد الرئيسي، لتمثيل الظلام والخراب.

الأحمر القاتم: يظهر في أماكن الدماء والدمار، ليعكس العنف والقتل.

الأزرق والأخضر الفاتح: يظهران في مشهد الثورة والسلام، ليعكسا الأمل والاستقرار.

الذهبي والبني: في المشاهد التي تمثل نهب الثروات، ليعكسا قيمة الموارد المسلوبة.

 الرسالة التي تحملها اللوحة:

هناك قوى غير مرئية تحرك الفوضى في الدول العربية لتحقيق مصالحها.

الجماعات المتطرفة ليست سوى أدوات تستخدم لتدمير المجتمعات تحت ستار المقاومة.

الشعوب بدأت تدرك هذه اللعبة وتتحرك ضد الإرهاب لاستعادة أوطانها.

السلام ليس مستحيلاً، لكنه يتطلب وعياً جماعياً ورفضاً لكل أشكال الاستغلال والتطرف.

هذه اللوحة للفنان أشرف كمال ومن أفكار الصحفية سها البغدادي ،تعبر عن قضية معقدة تعيشها المنطقة العربية، وتقدم رؤية بصرية مؤثرة عن الواقع وآمال المستقبل.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى