تحقيقات وتقارير

بطولة مصرية في غزة: طبيب يعيد الأمل للبصر تحت قصف الاحتلال

 

 

 

كتبت نور يوسف 

 

رغم أهوال الحرب التي يعيشها قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر الماضي، لم يمنع ذلك الطبيب المصري محمد أحمد توفيق، استشاري علاج الشبكية والجسم الزجاجي، من السفر إلى هناك لإنقاذ حياة المصابين، خصوصًا الأطفال الذين تأذوا من جرائم الاحتلال الإسرائيلي. قرر الطبيب الشجاع تقديم الدعم الطبي لأهالي غزة، تاركًا وراءه أسرته وعمله في مصر ليلبي نداء الإنسانية.

 

 

منذ ٤ أشهر، بدأ الدكتور محمد توفيق رحلته الأولى إلى غزة خلال الحرب، مصطحبًا معه غرفة عمليات كاملة لأول مرة يتم إدخالها للقطاع. خلال ٢٠ يومًا فقط، تمكن من إجراء أكثر من ١٥٥ عملية جراحية للمصابين في العيون، متحديًا القيود التي فرضها الحصار وإغلاق معبر رفح، وفقًا لما ذكره الصحفي الفلسطيني أنس النجار.

 

لم تكن تلك الرحلة مجرد مهمة طبية بالنسبة للطبيب المصري، بل كانت تجربة غيرت حياته. يقول توفيق: “قبل دخولي إلى غزة كنت شخصًا، وبعدها أصبحت شخصًا آخر. أشعر بفخر كبير لقيامي بهذه الزيارة”.

 

 

عند عودته إلى غزة مجددًا وسط التصعيد الأخير، لم يتوقف توفيق عن تقديم الدعم الطبي، بل تمكن من إجراء حوالي ٣٣ عملية جراحية في يوم واحد فقط، مما يظهر التزامه وتفانيه في خدمة أهالي القطاع المحاصر.

 

الصحفي أنس النجار، الذي رافق توفيق في رحلته، وصفه بتقدير عميق، قائلاً: “هذا الطبيب المصري الذي يجلس في زاوية الغرفة مرهقًا متعبًا، اسمه محمد توفيق. خاطر بحياته وجاء إلى غزة رغم خطورة الوضع ليضمد جراح أهلها. تمكن من إجراء ٣٣ عملية جراحية في يوم واحد، ونشر الفرحة بين الناس بعد أن أعاد لهم بصرهم”.

 

كلمات النجار تعكس تقديرًا عميقًا للطبيب المصري الذي لم يتردد في الوقوف إلى جانب أهالي غزة في أحلك الأوقات. بفضل جهوده وجهود فريقه، تم استعادة الأمل للعديد من الفلسطينيين الذين فقدوا بصرهم نتيجة القصف والدمار.

لم يكن الصحفي الفلسطيني أنس النجار الوحيد الذي أشاد بالطبيب المصري محمد توفيق، بل توالت التعليقات المشيدة من العديد من الصحفيين والمراسلين الذين تابعوا جهوده البطولية في قطاع غزة. وصفه بعضهم بأنه “رمز للتضحية والإنسانية”، بينما عبّر آخرون عن إعجابهم الشديد بإصراره على إجراء الجراحات وسط أجواء القصف والدمار. وأكدوا أن توفيق لم يكن مجرد طبيب، بل كان بطلًا يقاتل على جبهة إنسانية، ليعيد الأمل للمصابين ويخفف من معاناتهم، ويصبح مصدر فخر للمصريين والفلسطينيين على حد سواء.

محمد توفيق يمثل نموذجًا للتفاني والإنسانية، حيث يخاطر بحياته في كل لحظة لإعادة الأمل لأهالي غزة.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى