الصحافة في زمن الحرب .. من المخاطر النفسية إلى الحاجة للدعم

كتبت/ فاطمة محمد 

تعتبر تغطية الحروب والنزاعات المسلحة من أكثر المهام خطورة في عالم الصحافة

حيث يواجه الصحفيون تحديات كبيرة، تؤدي لتأثيرات نفسية طويلة الأمد.

المخاطر النفسية الناتجة عن تغطية الحروب

تعكس تجارب الصحفيين بمناطق النزاع مدى التعقيد النفسي الذي يواجهونه

فعلى الرغم من تكيفهم مع الظروف الصعبة، إلا أن المشاهد المروعة، مثل جثث الشهداء والأضرار الجسيمة .

يقول أحد الصحفيين، “ما رأيناه يتجاوز قدرة أي إنسان على الاستيعاب” ومع مرور الوقت، تصبح هذه المشاهد جزءًا من ذاكرتهم، مما يؤدي لتغييرات ملحوظة في سلوكهم وتفكيرهم.

التأثيرات الشخصية والعملية

تتجاوز التحديات النفسية التأثيرات الفردية، فهي تؤثر أيضًا على أداء الصحفيين في مهنتهم

يشعرون بالتعب والإرهاق الذهني نتيجة ساعات العمل الطويلة، مما يجعل من الصعب عليهم الراحة

إحدى الصحفيات تشدد على ضرورة الانشغال بالعمل لتفادي التفكير في تبعات الحرب، وتخطط لاستشارة مختصين نفسيين بعد انتهاء النزاع.

أهمية الدعم النفسي والعلاج

تشير الأبحاث لان الصحفيين بحاجة ماسة للدعم النفسي، وأن الاعتراف بالمشاعر السلبية هو خطوة مهمة نحو التعافي.

تعتبر الكتابة أيضًا وسيلة فعّالة لمواجهة هذه المشاعر، حيث تسهم في تخفيف الضغط وتحسين قدرة التحمل لدى الصحفيين.

دروس من تجارب الصحفيين في مناطق النزاع

يبرز العديد من الصحفيين التحديات التي يواجهونها أثناء تغطية النزاعات

يصف بعضهم التجارب الصعبة، بكيف أن التوتر والخوف من الموت يلازمانهم في الميدان

وهذه المشاعر، رغم كونها جزءًا من العمل، تؤثر على صحتهم النفسية

تشير تجربة المصورين الصحفيين إلى أن الأثر النفسي يستمر لفترات طويلة بعد انتهاء النزاع، مما يتطلب إجراءات دعم نفسي مستمرة.

الحاجة إلى استراتيجيات فعالة للدعم النفسي

تتطلب الظروف الحالية وجود استراتيجيات متكاملة لدعم الصحفيين، تشمل توفير مساحات آمنة للتعبير عن المشاعر، وتقديم الدعم النفسي المخصص، وتنظيم ورش عمل للرفاهية النفسية.

إن الاعتناء بالصحة النفسية للصحفيين ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة حتمية لضمان قدرتهم على أداء مهامهم في ظل ظروف صعبة.

تعتبر تغطية النزاعات المسلحة مهمة شاقة، تحمل في طياتها مخاطر جسدية ونفسية كبيرة. من الضروري توفير الدعم النفسي للصحفيين لمساعدتهم على التعامل مع الضغوط النفسية، وبالتالي تعزيز قدرتهم على القيام بدورهم الحيوي في المجتمع.